مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

العدوان على غزة حلقة من السيناريو النووي

العدوان على غزة حلقة من السيناريو النووي

العدوان على غزة حلقة من السيناريو النووي

 

✍🏼م. بلال أنور البرعاوي.

 

في فيينا تم الاتفاق على أصعب ستة نقاط خلافية بين أمريكا وايران  وبقي الخلاف قائما فقط في موضوع الضمانات حيث تريد إيران ضمانات بألاّ يأتي رئيس امريكي اخر يلغي الاتفاق وترد أمريكا بأنها لا تستطيع منح ما لا تملك وكذلك أوربا تطالب طهران  بأن تكون طلباتها معقولة وهذه نقطة انفجارية قد تقوض الاتفاق من أساسه إذ ان إيران ترى فيها ضرورة اكثر من رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب حيث تدرك ان الاتفاق بدون هذ الضمانات لاقيمة له.

 

والسؤال الاهم هنا ماهي انعكاسات فشل الاتفاق؟

 

 

يبدو أن الاحتلال الصهيوني قد بدأ بتجهيز اجابته مبكرا فقد ركز جهده الحربي في مايو/أيار  السابق على اهم واشمل مناورات في تاريخه تحت مسمى”عربات النار” والتي عمل من خلالها على محاكاة حرب على خمس جبهات في نفس الوقت.

 

تابع في مقال// العدوان على غزة حلقة من السيناريو النووي

في وقت سابق ايريك ماندل مدير شبكة المعلومات السياسية في الشرق الأوسط وأحد أهم مقدمي التقارير الموجزة لاعضاء الكونجرس حول السياسة الخارجية كتب في صحيفة ذا هيل الأميركية متحدثا عن خمس سيناريوهات فيما لو فشل الاتفاق النووي مع طهران والقاسم المشترك بين هذه السيناريوهات هو ضربة “إسرائيلية” لإيران.

 

 

حاولت إسرائيل استفزاز فصائل المقاومة مرارا وتكرارا خلال الأشهر السابقة الا ان حماس كانت تدرك الظرف الدولي والاقليمي جيدا ومع توارد انباء التعثر من فيينا وكمبادرة ضغط قاسي على طهران أعطيت ” إسرائيل” ضوءا أخضرا اميريكيا صارخا مصحوبا بتأييد بريطاني وقح بالبدأ بعملية عسكرية في غزة تتخذ من منهجية تفكيك الجبهات مرتكزا مهما للمضي قدما تجاه الواحدة تلو الأخرى وفق الأجندة الأميركية التي وضعت غزة كحلقة أضعف في بداية عين العاصفة باستهداف الذراع الأقرب لإيران فيها حركة الجهاد التي اطلقت على عمليتها للرد على العدوان اسم “وحدة الساحات”.

 

وكانها تقول لا تدعوهم ينطلقوا بخطة الاستفراد بنا الواحد تلو الاخر ولكن الإيرانيين لديهم أولويات مختلفة إذ جاء الرد على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني في رسالة ضمنية مفادها ان إيران تدرك السيناريو المعد وانها ستشعل المنطقة فيما لو مضى الصهاينة قدما في تنفيذه حيث المح قائد الحرس الثوري الإيراني لذلك عبر قوله بأن حزب الله اللبناني يمتلك أكثر من مئة ألف صاروخ جاهزة لفتح باب جهنم على “إسرائيل” وكذلك تصريحه اللاحق بأن الحزب يجهز لضربة قاضية واخيرة للكيان.

 

 

يبدو أن إسرائيل بدأت مبكرا لتظهر جدية البيت الأبيض فيما ذهبت اليه ان لم ينجز الاتفاق النووي إذ حرصت على تقليم اظافر ذراع إيران في غزة عبر التركيز على أحداث فراغات مؤثرة في بنية قيادته العسكرية بحيث لايعود قادرا على التأثير في المواجهة المفترضة بين الكيان وإيران ويبدو أن حماس في غزة أدركت شدة العاصفة والمرامي الخبيثة ورائها فضبطت انفعالاتها وفق معادلة البقاء وادخار القوة للبحث عن اوقات يكون التأثير فيها أثقل واعظم من هذه اللحظات التي تشهد دعما أمريكي _ بريطاني غير مسبوق للكيان لتمرير خطته وكذلك حالة من الإنشغالات الدولية والتداخلات الإقليمية لاتساعد على تحقيق ذلك التأثير المطلوب.

 

 

بمعنى اخر حماس البراغماتية تنحني للعاصفة حاليا واجزم بأنها كانت ستتحرك لو تحركت إحدى الجبهات الأخرى في حلف المقاومة لان ذلك سيساعدها على هضم فاتورة العدوان وسيظهر معقولية التكاليف قياسا للواقع الحالي والثمار المرجوة وأعتقد انها وبرغم تأجج العاطفة الوطنية المطالبة بسرعة دخولها للميدان الا انها ستضبط ساعة فعلها العسكري القادم  على توقيت انفتاح فوهات النار في إحدى الجبهات التي اهمها وأكثرها جاذبية للفعل المشترك المأثر هو جبهة حزب الله في لبنان.