نتائج استطلاع رأي الخليجين
حول اتفاق السلام الإماراتي البحريني الإسرائيلي
يجري مركز الشرق للأبحاث والثقافة استطلاعات رأي في الموضوعات السياسية والاجتماعية، لتعريف الرأي
العام والباحثين والسياسيين بتوجهات الفئات المستطلَعة آراؤهم تجاه القضايا المختلفة.
في ظل توقيع اتفاق السلام الإماراتي البحريني الإسرائيلي برعاية أمريكية، وهو الحدث الذي أثار ضجة كبيرة
وردود أفعال متباينة ومتشنجة في الوطن العربي، بل في كثير من دول العالم المهتمة، أجرى مركز الشرق
للأبحاث والثقافة هذا الاستطلاع بهدف الوقوف على رأي الشارع العربي الخليجي وقواه المجتمعية والفكرية من
هذا الاتفاق، ومدى إدراكهم لأخطاره أو مزاياه.
يحرص مركز الشرق للأبحاث والثقافة على الحيادية والموضوعية التامة في كل استطلاعاته، ولذلك لا يتم السؤال
عن الاسم أو العنوان، ولا يتم جمع أية معلومات شخصية عن الأشخاص المشاركين في الاستطلاع، بهدف منح
المجيب أكبر قدر من الأمان الشخصي وصولاً إلى إجابات موضوعية ومجرّدة.
تم توجيه أسئلة الاستطلاع إلى فئات محددة في دول الخليج العربي الست عبر الإعلان المموَّل من خلال رابط
خاص لا يتم عرضه على صفحة الموقع الإلكتروني للمركز. وقد وصل الإعلان إلى 18606 شخصاً.
كما تم
توجيه الاستطلاع إلى 400 شخص من فئات أكاديمية وسياسية وصحفية عبر البريد الإلكتروني المباشر. قام بفتح
رابط الاستطلاع من الفئتين 268 شخصاً فقط.
أجاب على الاستطلاع 51 شخصاً فقط من أصل 268 شخصاً فتحوا رابط الاستطلاع وشاهدوا الأسئلة، أي ما
نسبته 19% ممن طالعوا الاستطلاع، وهي نسبة قليلة خصوصاً أن الاستطلاع جاء في أوقات ساخنة سياسياً
ومشحونة بغضب عربي عام. يؤشِّر تدني نسبة المجيبين إلى احتمالين: الأول هو خشية الذين اطلعوا على
الاستطلاع من مراقبة وملاحقة السلطات المحلية، إدراكاً منهم بأن السلطات تتبع أساليب مراقبة وتتبُّع واسعة
النطاق، الأمر الذي من شأنه تكميم أفواه الناس وردعهم عن المشاركة في أية أعمال تمس النظام الحاكم بأي قدر
. والاحتمال الثاني هو ضعف اهتمام الفئات المستهدّفة بالقضايا السياسية عموماً، وهو أمر مستبعد نظراً لكون
موضوع الاستطلاع يمس القضايا القومية لدول الخليج العربي. وهكذا فالاحتمال الأول هو الراجح.
انقسم الاستطلاع إلى محورين:
المحور الأول تناول المعلومات الأساسية للفئات المستطلَعة، مثل الجنس، والعمر، والدولة.
فقد شمل الاستطلاع 46 ذكراً، و 5 إناث، وهذا يعكس ضعف اهتمام الإناث بقضايا الاستطلاعات عموماً.
ومن حيث الفئات العمرية، أجاب على الاستطلاع 18 شاباً ما بين 18-35 سنة، و 24 رجلاً ما بين 36-60
سنة، و 9 شيوخ فوق 60 سنة، وهو توزُّع منطقي إلى حدٍّ كبير.
ومن حيث الدولة، أجاب 17 شخصاً من المملكة العربية السعودية، 12 شخصاً من دولة الإمارات المتحدة، 2 من
قطر، 18 من الكويت، 2 من عُمان، ولم يُجب أحد من مملكة البحرين. وهذا يوضِّح أن التفاعل الأكبر مع
الاستطلاع كان من دولة الكويت التي عارضت اتفاق السلام.
المحور الثاني تناول موضوع الاستطلاع، واشتمل على عشرة أسئلة، توزعت على 6 موضوعات:
الموضوع الأول:
مكانة إسرائيل، حيث أعرب 42 شخصاً وبنسبة 82.4% عن اعتقادهم بأن إسرائيل عدو
وستبقى عدوّاً، بينما أعرب 9 أشخاص وبنسبة 17.6% عن عدم اعتقادهم بأن إسرائيل عدوّ ولا يجب أن تستمر
كعدو. وبالنظر إلى تاريخ القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي منذ عام 1948م، فإن الذين رأوا في
إسرائيل عدو كانوا منسجمين مع التراث العربي الرافض لوجود إسرائيل في المنطقة. لكن الجديد في الأمر هو
ظهور نسبة 17.6% يرون ضرورة تغيير النظرة تجاه إسرائيل وعدم اعتبارها عدوّ، وهذا يعكس مسئولية الحكّام
في دول الخليج بالدرجة الأولى، بقدر تحكّمهم في حياة المواطنين وفي مناهج التعليم وفي الإعلام بكافة أشكاله،
الأمر الذي يعني أن هناك إرادة رسمية بتغيير قناعات شعوبها، وأدى ذلك إلى هذا القدر البسيط من التغيير. وإذا
أضفنا إلى ذلك قيام إسرائيل بأنشطة تجارية وثقافية في بعض دول الخليج منذ ربع قرن، فإن من شأن تواجدها
ونشاطاتها أن تخلق حالة خلخلة في جدار الصد العربي الرافض لإسرائيل.
استطلاع رأي الخليجين حول اتفاق السلام الإماراتي البحريني الإسرائيلي
الموضوع الثاني:
المضارّ التي يمكن أن تلحق بدولتي الإمارات والبحرين جرّاء السلام مع إسرائيل، فعلى
المستوى الاقتصادي، أشار 33 شخصاً بنسبة 65% بأن السلام مع إسرائيل سيضر بمصالح الإمارات والبحرين
الاقتصادية، بينما عارضهم 18 شخصاً بنسبة 35%. وأوضح 35 شخصاً بنسبة 69% أن الاتفاق السلام يضر
بمصالح الإمارات والبحرين أمنياً، بينما عارضهم 16 شخصاً بنسبة 31%. وفي هاتين الحالتين فإن حوالي ثُلُث
المجيبين على الاستطلاع يرون إمكانية تحقيق بلدانهم مصالح اقتصادية وأمنية من إسرائيل رغم أنهم ربما علموا
بأن سلام مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل لم يجلب لهذه الدول أية فوائد اقتصادية أو أمنية،
وبالتالي هناك حالة غياب وعي أو جهل واضح لدى هذه الفئات.
تابع أيضاً في استطلاع رأي الخليجين حول اتفاق السلام الإماراتي البحريني الإسرائيلي
الموضوع الثالث:
الفوائد التي ستجنيها الإمارات والبحرين من السلام مع إسرائيل، فقد أوضح 15 شخصاً بنسبة
29% أن اتفاقية السلام ستزيد من فرص حصول الإمارات والبحرين على السلاح المتطور والتكنولوجيا، بينما
عارضهم 26 شخصاً بنسبة 71%. كما رأى 19 شخصاً بنسبة 37% إمكانية زيادة فرص حصول الإمارات
والبحرين على النفوذ الدولي من توقيهما السلام مع إسرائيل، وقد عارضهم 32 شخصاً بنسبة 63%.
وهذا يشير
إلى أن حوالي ثُلُث المجيبين على الاستطلاع يعتقدون بأن السلام مع إسرائيل يحقق فوائد عسكرية وتقنية وسياسية
لدولهم.
الموضوع الرابع: الفوائد التي ستحققها إسرائيل من سلامها مع الإمارات والبحرين، حيث أوضح 27 شخصاً
بنسبة 53% أن إسرائيل ستحقق فوائد وسترفع العزلة العربية والإسلامية عن إسرائيل، بينما عارضهم 24 شخصاً
بنسبة 47%.
ورأى 35 شخصاً بنسبة 69% أن اتفاق السلام يطلق يد إسرائيل ضد الفلسطينيين، وعارضهم 16
شخصاً بنسبة 31%. وهذا يشير إلى حالة عدم فهم أو حالة تأييد أعمى لدى نسبة معتبرة من الإماراتيين
والبحرينيين يرون من خلالها أن اتفاق السلام لن يرفع العزلة عن إسرائيل بنسبة 47%، ولن يطلق يد إسرائيل
ضد الفلسطينيين بنسبة 31%.
الموضوع الخامس:
الفوائد العائدة على الإمارات والبحرين في البعدين الإقليمي والدولي، حيث رأى 11 شخصاً
بنسبة 22% أن اتفاق السلام يخدم الإمارات والبحرين في الوقوف في وجه إيران، و 26 شخصاً بنسبة 51%
يرونه يضمن لحكام الإمارات والبحرين استمرار التأييد الأمريكي لهم، بينما عارضهم الباقون، 40 شخصاً بنسبة
78% يرون اتفاق السلام لا يساعد الدولتين في الوقوف في وجه إيران، و 25 شخصاً بنسبة 49% يرونه لا
يضمن للدولتين استمرار التأييد الأمريكي لحكّامهما. وقد تقاربت نسبة المؤيدين والمعارضين لفكرة أن اتفاق السلام
يوفر ضمانات لاستمرار التأييد الأمريكي لحكّام الدولتين، وقد يعني ذلك أن المؤيدين لهذا البند هم من المؤيدين
والمعارضين للسلام معاً، فمؤيدي السلام يرونها فائدة يسعى إليها حكّام الإمارات والبحرين وهم بحاجة إليها، ومن
يعارضون السلام يرونه سُبّة لحكّام الدولتين، إذ يبيعون قضايا الأمة لمصالح شخصية وحفاظاً على كراسي الحكم.
والعكس بالعكس.
الموضوع السادس:
الموقف من اتفاق السلام، حيث دعا 38 شخصاً بنسبة 75% إلى تراجع الإمارات والبحرين
عن اتفاق السلام مع إسرائيل، بينما عارضهم في ذلك 13 شخصاً بنسبة 25% حيث يفضِّلون استمرار اتفاق
السلام.
وهذا يعني أن هناك حوالي 7% كانوا يرفضون إسرائيل في الموضوع الأول ويعتبرونها عدواً وستبقى
بالنسبة إليهم عدوّاً، قد قبلوا بالسلام معها، وهذا يؤشر إلى اهتزاز هذه الفئة فكرياً، أو خوفها أمنياً.
الخلاصة:
اقتصر استطلاع الرأي على دول الخليج العربي الست، اطلع عليه 268 شخصاً، وأجاب عليه 51 شخصاً فقط،
نتيجة حالة الخوف من ملاحقات الأنظمة، كان 90% ذكور و10% إناث، وشمل الاستطلاع ستة محاور:
82.4% يعتقدون بأن إسرائيل عدو وستبقى عدوّاً.
حوالي ثُلُث المجيبين على الاستطلاع يرون إمكانية تحقيق الإمارات والبحرين مصالح اقتصادية وأمنية عسكرية
وتقنية وسياسية من السلام مع إسرائيل.
53% يرون أن إسرائيل ستستفيد برفع العزلة العربية والإسلامية عنها.
69% يعتقدون أن اتفاق السلام يطلق يد إسرائيل ضد الفلسطينيين.
78% يرون اتفاق السلام لا يساعد الدولتين في الوقوف في وجه إيران.
51% يرون اتفاق السلام يضمن لحكام الإمارات والبحرين استمرار التأييد الأمريكي لهم.