تفجير بيروت وشروط ماكرون والتداعيات السياسية

تفجير بيروت وشرط ماكرون والتداعيات السياسية

تفجير بيروت وشروط ماكرون والتداعيات السياسية ومستقبل قطاع غزة

 

كتب // ناهض زقوت

 

شاهدت واستمعت للمؤتمر الصحفي للرئيس الفرنسي ماكرون على أرض لبنان، كان يتحدث بكل ثقة، وشعور بالنشوة والغرور، كان على المنصة وحيدا، لم يشاركه رئيس الدولة اللبنانية كما جرت العادة في بروتوكول المؤتمرات الصحفية، وذلك تعبيرا عن رفض لبنان لشروط ماكرون، وهو اراد أن يوصل رسالة بأنه الحاكم الفعلي للبنان، وأن فرنسا خرجت بجيشها ولكنها ما زالت تحكم بهيمنتها وقدرتها على حشد العالم لمساعدة لبنان.

 

تحدث مطولا عن هدفه مساعدة الشعب اللبناني، وان السياسيين في لبنان فاسدين، والمساعدات ستقدم للشعب اللبناني من خلال المنظمات غير الحكومية وأكد أن لبنان يحتاج إلى تغيير سياسي، وشفافية البنك المركزي حتى يستطيع أن يتلقى الدعم من البنك الدولي.

 

وبقوة الحاكم الفرنسي طالب بالتغيير، وصياغة وثيقة شرف سياسي، والاسراع في اجراء الانتخابات لاخراج الشعب اللبناني من أزمته، لأن الثقة بين الشعب وحكومته أصبحت معدومة.
منذ سنوات ولبنان يعاني من أزمة سياسية، وتغيرت الحكومة أكثر من مرة، وخرج الشعب اللبناني إلى الشوارع يطالب بالتغيير والاصلاح الاقتصادي، ولكنه لم يجد دعما في مطالبه من القوى السياسية المحلية، ولم تأتي فرنسا لتدعم مطالب الشعب اللبناني.

 

 

فكان يجب أن يحدث شيء أكبر من ثورة الشعب اللبناني، يتجند خلفها العالم، فكان تفجير مرفأ بيروت فرصة تاريخية للعالم لفرض شروطه على لبنان مقابل مساعدته. وهذا يؤكد ان تفجير مرفأ بيروت لم يكن العابا نارية، بل ثمة أيدي خفية وراء الجريمة.
لم يأت الرئيس الفرنسي من تلقاء نفسه، بل ممثلا للعالم الاوروبي، وفي الاجتماعات المغلقة مع القادة السياسيين قدم شروط العالم لمساعدة لبنان، في ظاهرها مساعدة الشعب اللبناني، وفي باطنها حماية اسرائيل.

 

 

منذ الساعة الاولى لتفجير بيروت بدأ الاعلام الغربي يتحدث عن دور حزب الله ومسؤوليته عن التفجير، لان مخازن نترات الصوديوم تابعة له، ويستخدمها في تخزين السلاح وصناعة المتفجرات سواء هذا صحيح أو غير صحيح هو شأن لبناني.

 

تابع في تفجير بيروت وشروط ماكرون والتداعيات السياسية

 

ولكن العالم الاوروبي وجدها فرصة للتخلص من الضغمة السياسية الفاسدة في لبنان من خلال حل البرلمان واجراء انتخابات حقيقية تحت اشراف دولي، وتجريد حزب الله من سلاحه، وتفكيك منظومته الامنية والسياسية، وفرض سيطرة دولية على لبنان، والسيطرة الدولية على المنصات والسواحل البحرية للسيطرة على مخزون الغاز في البحر المتوسط ليتم استخراجه بحجة مساعدة الشعب اللبناني، والعمل على تغيير النظام السياسي اللبناني من المحاصصة إلى الانتخابات الديمقراطية.

 

 

وقد أشار ماكرون في مؤتمره الصحفي إلى ما تحدثنا عنه من شروط المجتمع الاوروبي، دون أن يصرح بتفاصيلها، ولكن السياسيين والرئاسة والحكومة اللبنانية تعرف وتعلم ما يقصده في مؤتمره، لذلك لم يحضر المؤتمر اي أحد من اركان الحكومة اللبنانية.

 

 

واكد ماكرون على عودته في مطلع الشهر القادم، بمعنى انه اعطى الحكومة اللبنانية مهلة ثلاثة اسابيع للتشاور، والخروج بموقف موحد يتوافق مع مطالب المجتمع الدولي والا ستكون الكلمة الاخيرة لحلف الناتو في السيطرة على لبنان. وفي حال رفض حزب الله تسليم سلاحه، وهو الوارد، ستكون حرب طاحنة يشارك فيها حلف الناتو إلى جانب اسرائيل لتدميره، وبالتالي تدمير لبنان. أي ان اعمار لبنان وايجاد مأوى للمشردين لن يكون الا بعد الموافقة على شروط المجتمع الدولي.

 

 

في ضوء ما حدث في لبنان، وفرض شروط المجتمع الدولي، يعطينا مؤشرا على مستقبل قطاع غزة، خاصة فيما صرح به رئيس حركة حماس اسماعيل هنية من عرض دولي ب15مليار دولار مقابل نزع سلاح حركة حماس، اذن على حركة حماس والقوى السياسية أن تكون واعية للمستقبل الذي ينتظر قطاع غزة، وأن تبدأ من الان العمل على تجاوز الازمة التي سيدخلها القطاع، كما دخلها لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *