مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

لماذا من منظور إسلامي

لماذا من منظور اسلامي

لماذا من منظور إسلامي

باحث الدكتوراة: أ. حسام الدين رفعت حرز الله

كثير من المؤسسات التربوية ومراكز البحث العلمي والتربوي تنادي اليوم بل وتتبني ضرورة تأصيل تلك الدراسات والأبحاث من منظور إسلامي لذا لا بد أن نقف مع أنفسنا أمام هذا السؤال وهو لماذا من منظور إسلامي ؟

فنرى أنَّ  التأصيل الإسلامي ذو توجه كوني، والإسلام ليس مجرد علاقة شخصية بين الفرد وربه، بل هو طريقة حياة وبهذا الفهم فإن إدارة المؤسسات من المنظور الاسلامي هو جزء لا يتجزأ من الإسلام.

فهو ضرورة حضارية لأنه يساعد في الاشتباك الفكري بطريقة إبداعية عن التقليد الأعمى فالمعرفة الإنسانية تتقدم من خلال التبادل المشترك بين الأمة والثقافات، ومن المؤسف جداً أن المسلمين يستعيرون الفكر والممارسات الإدارية بدون مرجعية إسلامية ويتعاملون مع الفكر الإداري الغربي من منطلق الصواب العلمي.

إن الخلافة هي النقطة المرجعية في النموذج الإسلامي الذي يقترحه للإدارة التربوية ويتضمن مصطلح الخلافة عمارة الأرض بطريقة تسبح الله، وتطوير مصادرها الغنية واكتشاف أثرها وقوانينها.

كما أن المنظور الإسلامي يصون كرامة الانسان في المؤسسة ( الطلاب والعاملين، أعضاء المجتمع المحلي)

وهو إطار مرجعي وينبع تفرد هذا المنظور من مرتكزاته الفكرية فهو رباني المصدر، كم أنه يعطي أهمية للحياة الواقعية للناس في المؤسسات وخبراتهم الفردية، والمنظور الإسلامي  يعني أن يكون البحث ذو نشاطاً انسانياً هادفاً فالرسول صلى الله عليه وسلم: كان يستعيذ من علم لا ينفع ، كما ويؤكد بعد الأخلاقيات في الأدبيات ويجعل مفهوم الإدارة التربوية أكثر شمولاً وتوازناً.

اقرأ أيضاً:

القيادة بين الشورى والديمقراطية

القيادة بين الشورى والديمقراطية

وبعد الأخلاقيات في الأدبيات ويجعل مفهوم الإدارة التربوية أكثر شمولاً وتوازناً، ويجعل الإدارة التربوية رسالة سامية فذة ويجعلها شكل من أشكال العبادة، ويحول المؤسسة إلى أمة مصغرة جماعة من المتعلمين يرون عملهم عبادة فيتنافسون نحو الأفضل وينظرون للمعرفة على أنها نعمة من الله و يجوز كتمانها ، وينظر للمعلمين والطلبة كقادة يجب أن يعطوا الفرصة لإظهار قدراتهم القيادية، وأن العاملون شركاء حقيقيون في المؤسسة ولهم الحق في التخطيط والتنفيذ واتخاذ القرار.

 وفي المنظور الإسلامي يتحمل الجميع المسئولية ولاسيما المسئولية الذاتية كلنا مسئولون يوم القيامة.

وفيه أيضاً التفويض يعني المسئولية والسلطة حيث المسئولية هي التزام بتحقيق مهمة مسندة للمرء، والسلطة هي حق من يفوض اليه بالعمل والقيادة وإصدار الأمر، وأن لا يمارس التفويض كعقوبة لإرهاق المخلصين وإراحة الآخرين ، والإدارة ليست مجرد تقنية بل المعتقدات التي تشكل الإطار الفكري للحياة والإنسان، فطرحه جزء لا يتجزأ من حركة عالمية ومؤشر على الثقة بالنفس لدى الأمم النامية تدفعها لبلورة أنماط أصيلة من الإدارة.

كما وعلينا أن نفهم أن الإسلام ليس علاقة شخصية بين الفرد وربه بل طريقة حياة شاملة ، وتساعد الباحثين على الاقتراب من الحقل التربوي برؤية موحدة مما يعزز وحدة الأمة وهويتها، ويساعد على الاشتباك الفكري مع الآخر بطريقة إبداعية بعيدة عن التقليد والاختيار العشوائي.

وهو ضرورة على المستوى العلمي للقادة التربويين الذين يتناولون مشكلات تربوية مما يكون لهم مرجع فكري لممارسة معرفتهم الشخصية والإدارية والمهنية ، ضرورة على المستوى العلمي للقادة التربويين الذين يتناولون مشكلات تربوية مما يكون لهم مرجع فكري لممارسة معرفتهم الشخصية والإدارية والمهنية، ونحن نعد جيل للأمة وليس للوطن فحسب والإسلام دعوة عالمية إنسانية، وأخيراً وليس بآخر على الباحث أن يدرك أنه في المنظور الإسلامي ليس محايداً بل عنصر تغيير للأحسن

خصائص المنظور الإسلامي:

 

المنظور الإسلامي وغير المسلمين:

هو مقدم للبشرية جمعاء وبلورة وتطويره من جانب المسلمين يعد عملاً دعوياً وإذا ما أثبت المسلمون أن هذا المنظور فاعل ومؤثر فقد يظهر غير المسلمين اهتماماً بدراسة المنظور الإسلامي.