أبعاد المشكلة الروسية الأوكرانية
بقلم / ابتسام ابراهيم خليل
الكاتبة والباحثة في العلاقات الدولية
فرض روسيا نفسها كدولة عظمى، ومحاولة سيطرتها على المواقع الاستراتيجية لكي تستخدمها للتوسعات الروسية في أكثر من اتجاه، وتحقيق حلم روسيا ببناء امبراطورية من خلال السيطرة الكاملة على شبه جزيرة القرم ومن بعدها الأراضي الأوكرانية، وهذا لم يروق للدول الأوروبية والأمريكية منذ زمن حيث تحاول أن تقيد التحركات الروسية ومنعها من التوسع، ولكن هناك في مفترق الطرق اتفاقيات مع روسيا، عندما يكون طرف ثالث من العالم الاسلامي يريد السيطرة والتوسع فتدخل التوازنات الدولية بين طرفي الصراع لإنهاء طرف ثالث وهو المستهدف بشكل أساسي، كما حدث في الحرب العالمية الأولى والثانية.
والمعركة في العصر الحديث معركة اقتصادية وتوسيع نفوذ، وهذه متطلبات أساسية لهذا الأمر من النوافذ البحرية مهمة استراتيجية للسيطرة على التجارة الحرة وتوسيع الأطماع بطرق علمية مدروسة، ولكن المؤامرة العالمية على الدول الإسلامية ليست بعيدة عن استراتيجية إسرائيل حيث أنها تدفع بروسيا والصين بالتوسع لإحداث توزان جديد ناعم بعيداً عن الحروب، ومحاولة استخدام الاقتصاد الصيني والقوة الروسية للسيطرة على أهم المنافذ وهى أوكرانيا والتي تفصل فعلياً بين روسيا وتركيا والدول الاوربية مع أهمية واستراتيجية شبه جزيرة القرم و(مضيق كيرش) المطل على البحر الأسود، جزيرة القرم هى المفتاح للأطماع الروسية الصينية وبدافع من الصهيونية العالمية.
دخول روسيا والسيطرة على أوكرانيا أو أجزاء منها له تداعياته السياسية على المنطقة الإسلامية لما لها موقع استراتيجي مهم، وسعي روسيا للسيطرة وارجاع هيبتها على العالم من خلال:
-
إعادة السيطرة الروسية كدولة استعمارية فاعلة في المجتمع الدولي من خلال سيطرتها على أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.
-
وضع مخطط اقتصادي مع دول عظمى أخرى لتكوين حلف يمكنه السيطرة على اقتصاد العالم (الصين).
-
بناء حلف عالمي متحكم بجميع المنافذ البحرية حيث تلتقي المصالح عليها وهذا ما تم قراءته في الأطماع الاسرائيلية في السيطرة على المنافذ في المتوسط.
بغض النظر على ما يحدث، هناك سعي لإحداث توزان دولي جديد من (الصين وروسيا وإيران واسرائيل) فيه تتكامل الأدوار لبناء منظومة تتحكم بجميع المنافذ والسيطرة على الاقتصاد من خلال الصين.
تابع في مقال “أبعاد المشكلة الروسية الأوكرانية”
حدود أوكرانيا مع تركيا تخيف الغرب لوقوعها على محورين رئيسين:
-
المحور الشرقي تابع لروسيا
-
والمحور الغربي تابع للغرب وأمريكيا
وهذا يعني قطع الطريق على تركيا للتمدد في اتفاقياتها مع أوكرانيا، و لكي لا تقوى تركيا بدولة استراتيجية وبوجودها في حلف تركيا تقلب الموازين الدولية لصالح تركيا.
استراتيجية المحور الاسلامي الجديد اتجاه أوكرانيا:
-
توحيد الأراضي الأوكرانية وتكون بلداً مستقلاً مع توحيد الثقافات المتعددة الموجودة، وعقد اتفاقيات داخلية مع الاتجاهات المختلفة وتوحيد وجهات النظر على أوكرانيا دولة واحدة وذات سيادة منفصلة عن الدول الاخرى مع الحفاظ على العلاقات مع الاخرين.
-
تحييد الدول الاستعمارية عن القرار الأوكراني وذلك ببروز دولة أخرى كتركيا في الحافظ على وحدة الاراضي بالاتفاق مع الدول الاستعمارية والاتفاق على عقد العديد من الاتفاقيات للمحافظة على العلاقات الاوكرانية الروسية والأوروبية والامريكية
-
اوكرانيا دولة استراتيجية مهمة يجب المحافظة على علاقاتها كي تكون طريقا للتوسع التركي في الغرب والشرق اقتصادياً وثقافياً.
-
يجب أن تكون أوكرانيا ذات سيادة مستقلة بقرارها بعيدة عن التأثير الروسي والاوروبي.
-
تكوين مجلس أعلى من جميع الاتجاهات والاديان في أوكرانيا وبدعم من تركيا لمساعدتهم على الوحدة والبعد عن التفرق والذي تستغله روسيا من جانب وامريكا واوروبا من جانب اخر
-
فتح خط مع التتار عن طريق أصدقاء تركيا أو (المخابرات التركية بطرق غير مباشرة) كي تسيطر على القرار في القرم وعدم تثبيت أحقية روسيا بها.
-
عقد العديد من الاتفاقيات مع المنظمات والمؤسسات في القرم.
-
تأسيس العديد من المشاريع الاقتصادية بين القرم وأوكرانيا لتربيط القرم لصالح الأخيرة بدعم مباشر من حلف الدول الاسلامية الحديثة.
-
ضرب العلاقات الأمريكية السوفيتية في أوكرانيا والاستفراد في القرار التركي بها من خلال الاتفاقيات الاوكرانية التركية
-
دخول بعض الدول المساندة لتركيا في عقد اتفاقيات مع أوكرانيا وخصوصاً الاقتصادية والعسكرية
-
دخول المحور التركي بقوة من غير أن تشاور أي من روسيا وأمريكا وصناعة الأمر الواقع من خلال عمل عرض عسكري في عرض البحر الأسود من تركيا واوكرانيا وبعض الدول الصديقة بأحدث الأسلحة لإخضاع القرار السوفيتي لأوكرانيا والتلويح على جزيرة القرم مع الانتباه لعدم الانجرار لحرب لأنها سيؤدي حتماً لحرب القوى العظمى، مع ملاحظة ترتيب بين شبه جزيرة القرم وأوكرانيا (رسم اتفاق تعاون عسكري).
-
العمل على تداخل مصالح الشعبين التركي والاوكراني اقتصادياً وسياسياً وامنياً لتكوين منظومة مشتركة في التعاون الأمني والعسكري بين البلدين وتعزيز التفاهم المستقبلي.
-
محاربة جميع الأشكال لعدم دمج أوكرانيا في الدول الغربية والعمل على تجميد المصالح التي تضر بأمن أوكرانيا ومنعها من الاستقلال في القرار.