قصة مفرج السبيعي جار المهادي

قصة مفرج السبيعي جار المهادي

قصة مفرج السبيعي جار المهادي

تقديم عن صاحب القصة :

هو مفرج السبيعي وقيل انه من بني عامر من سبيع وكان لة مع الشيخ محمد المهادي مواقف لن ينساة التاريخ أبداً وقد ضربوا أروع المُثل في التضحية والشهامة من خلال قصتهم الشهيرة التي تناقلها العرب على مر التاريخ واليكم القصة:

أثناء سفر الشيخ محمد بن هادي حل على قبيلة سبيع وقوبل بالحفاوة والتكريم وطاب له المقام فمكث عندهم عدة ايام وفي أحد الأيام هذه ذهب الى المكان الذي تجلب منه القبيلة المياه فرأى إحدى فتيات القبيلة والتي كانت تتحلى بجمال فتان وأخلاق عالية فسحرت عقلة وسلبت لبه ولكنه أحتار في أمره وكيف يخطبها وهو الضيف الغريب عن القبيلة ولا يعرفون عنه إلا القليل . ومن هو الذي سوف يساعدة في ذلك عندها دله عقله على مفرج الذي كان يرى فية الرجولة وملامح النخوة والشهامة ولكنه لا يعرفه جيدا فاختار إحدى طرق العرب للكشف عن معادن الرجال.

وهي انه عندما ذهب الي مجلس القبيلة واجتمع الرجال تعمد الجلوس على يمين مفرج السبيعي وذلك لكي يطبق خطته . فوضع كوعة على فخذ مفرج مستندا عليه وبقى فترة من الزمن ومفرج لم يتحرك من مكانه ولم يطلب منه رفع كوعه عنه . وظل محتملا الألم في سبيل إ رضاء ضيفه وراحته وعدم إزعاجه . ثم بعد ذلك زاد المهادي من ضغطة على فخذ مفرج ولكن مفرج لم يتحرك ساكنا حتى أيقن المهادي أن هذا هو الرجل الذي يؤتمن على السر . وبعد أن أنفض المجلس وتفرق القوم قال المهادي لمفرج انني أرى فيك الرجل الشجاع الشهم لذلك أريد منك المساعدة في أحد الامور فقال له مفرج إنك ايضا من الرجال الذين يتصفون بالشجاعة والطيب وبما انك اخترتني قل حاجتك وانشاء الله نقوم بحلها .

فأنت ضيف وطلباتك مجابة حتى لو تطلب أحد أبنائنا. فأخبره المهادي بقصتة مع الفتاه التي شغلت تفكيرة ورغبتة بالزواج منها وأنه بحاجة لمساعدتة لكي يتم هذا الزواج. عندها وعده مفرج خيراً وطلب منه أن يدله عليها من بين بنات القبيلة حتى يتعرف عليها وعند الصباح رأها المهادي ذاهبة الى الماء فأخبر مفرج بذلك وأشار بيدة عليها فما كان من مفرج بعد أن عرفها إلا أن وعده خيرا وطلب منه مهله يومين حتى يكلم والدها في الموضوع .وبعد يومين أتى مفرج الى المهادي ليخبرة بالموافقة .

وتمت الاستعدادات للزواج وفي يوم الدخله وعندما رأى المهادي الزوجة الجديدة وجدها تبكي بحرقة وألم فسألها عن سبب بكائها بعد الموافقه في البداية على هذا الزواج فقالت له إنها قد وافقت ووافق والدها ايضا مجبرين على هذا الامر وأنها إبنة عم مفرج وكل منهم يحب الآخر وكانا على وشك الزواج ولكنك طلبت المساعدة من مفرج في موضوعك هذا فلم يستطيع أن يخبرك بشي وفضل أن يترك إبنة عمة وحبيبتة على أن يردك خائباً .

فكبر هذا العمل في عين المهادي وكبر الرجل في نظرة وقال للفتاة إنك من الأن مثل أختي فلا تخافي ولا تحزني وسوف ترجعين الى أبن عمك وبعد عدة أيام أراد المهادي الرحيل فأخبر زوجته بطلاقها وطلب من مفرج أن يزورة في ديارة وأنه إذا أحتاج الى أي شي فلا يتردد في القدوم الية ليرد له المعروف وهذا الجميل الكبير .

قصة مفرج السبيعي جار المهادي- يتبع

ثم رحل المهادي وتزوج مفرج من ابنة عمة وأنجب منها اولاداً وبعد عدة سنين أصاب ديار مفرج وجماعتة القحط وأصبحت قاحله واحتاروا الى أين يذهبون فتذكر مفرج صاحبة المهادي وطلب من زوجته شد الرحال والاستعداد للسفر وذهب الى ديار المهادي الذي استقبلة بكل حفاوة وتكريم  وأمر زوجته أن تخرج من بيتها وتترك البيت بما فية لضيوفة الأعزاء  وبنى المهادي لأهلة بيتاً بجوار جاره  وفي المساء قالت زوجة المهادي لزوجة مفرج أن لي ولداً أعتاد على النوم في فراشي وهو الأن ذاهب للصيد وقد يأتي متأخراً فإذا أتى فأخبرية بأنك لست أمه وأن بيتنا هو الذي بجواركم.

فبقيت زوجة مفرج ساهرة في أنتظار عودة هذا الولد ولكن غلبها النعاس وسرقها النوم فنامت قبل حضورة فشاءت الصدف أن يأتي إبن المهادي ولم يلاحظ أي تغيير في ألأمور فدخل في الفراش ونام معتقدا أنها أمه وبعد أن اكمل مفرج والمهادي سهرهما ذهب مفرج الى بيته وعندما دخل صدم عندما رأى الرجل نائم مع زوجته وفي فراشه فسل سيفه وقتله في الحال فأستيقظت زوجته مرعوبة وقالت له قتلت إبن جارك وأخبرته بالقصة وانها السبب فلو لم تنم لما حدث هذا الشي فندم على مافعل وحزن كثيرا.

ولكنه قد فات الفوت وسبق السيف العذل فذهب الى جاره المهادي وأخبره بما حدث فهداء المهادي من روعه وأخبره أن هذا قضاء وقدر وأخذ إبنة المقتول ووضعه في ملعب بنات الحي وفي الصباح جمع قبيلتة واخبرهم بان إبنه قد قتل في ملعب بنات الحي ولا يعرف من قتله وبذلك اصبح دمه مفرقا على القبيلة كلها وعليهم الديه فامتثلوا جماعته لما طلب منهم وجمعوا الدية واعطوها للمهادي الذي اعطاها بدورة لجارة مفرج السبيعي الذي أتى وليس معه حلال أو مال  واستمرت جيرتهم عدة سنوات تجمعهم المعزة ة الكرامة والاحترام وكان للمهادي بنت على قدر عالٍ من الجمال والاخلاق وكان لمفرج السبيعي ثلاثة ابناء كان اصغرهم دائما يضايق بنت المهادي منذ قدومهم محاولا النيل منها وكانت تردعه وتهدده بإخبار والدتها وتبعد عنه قدر المستطاع.

  وبعد فترة من الزمن أخبرت والدتها بهذا الامر فقالت الام إصبري يا إبنتي فإنهم جيران إبتعدي عنه وهددية وإذا لم ينفع معه سوف أخبر والدك ومع أستمرار الفتى للتعرض إلى إبنة المهادي قامت زوجة المهادي بإخبار زوجها عنه الذي طلب من إبنته عدم السير لوحدها والإبتعاد عن طريق الفتى قدر المستطاع لعدم رغبتة في مضايقة جارة .

ومع مرور الوقت زاد الفتى من تحرشة للبنت فأخبرت أباها بذلك فطلب المهادي من جارة مفرج السبيعي الرحيل بصورة لطيفة وغير مباشرة ففي أثناء لعبهم إحدى الألعاب الشعبية في ذلك الوقت والتي تشابة في وقتنا الحالي لعبة الدامه أخذ يقول إرحل ياجار وإلا رحلنا وكان يقصد بها اللعب ومعناها انك مهزوم أو انني مهزوم وفي نفس الوقت رسالة غير مباشرة الى جاره بالرحيل ( إرحل من ديارنا أو رحلنا عنك ) وكررها عدة مرات وبعد أن ذهب المهادي الى بيته أخذ مفرج يفكر في سبب تكرار المهادي لكلمة أرحل والا رحلنا فأيقن أن جارة مسه ضر من جيرته وأن في الأمر سر لايعرفه.

  طلب مفرج من زوجته تجهيز نفسها للرحيل الى دياره وتفاجاء مفرج بأن جارة المهادي لم يعارض رحيله وانما اوصاه بالسلام على جماعته رحل مفرج وأهلة وبعد أن أبتعد عن منازل المهادي أمر زوجتة وأولادة بالتوقف في أحد الاودية للراحة وتمضية هذه الليلة على أن يواصلون مسيرهم في الصباح وعندما حل الظلام ونام أفراد عائلتة تسلل منهم وذهب خفيةٍ الى بيت جارة المهادي لعلمة انه سوف يقول شي في رحيلة عنه ووصل مفرج الى ذرى المجلس وسمع المهادي وهو ينشد هذة القصيدة التي سوف نورد بعضً منها حيث انه طويلة .

تابع -قصة مفرج السبيعي جار المهادي:

يقول المهادي والمهادي محــمد وبه عبرةً جمل المــلا مادرابهـا

 وجعي بها  من علةٍ باطنــية ولايدري الهلباج عــما لجابهـا

 أن ابديتها بانت لرماقة العـــدا وأن اخفيتها ضاق الحشا بالتهابـها

 ثمان أسنين وجارنا مسرفٍ بنـا وهو مثل واطي جمرةٍ مادرابهــا

 وطاها بفرش الرجل لو ماتمكنت بقى حرها مايبرد الماء التهابهــا

 ياما حضينا جارنا من كرامـة لو كان مايلقي شهودً غدابــــها

 وياما عطينا جارنا من سبيــة ليا قادها قوادها ما نثـــنا بهـا

 الأجواد وأن قاربتهم ماتملــهم والأنذال وأن قاربتها عفت مابهـا

 الأجواد وأن قالوا حديثً وفوبه والأنذال منطوق الحاكيا اكذابهــا

 الأجواد مثل العد من وردة ارتوى والأنذال لاتسقى ولا ينسقابهــا

 الأجواد تجعل نيلها دون عرضها والأنذال تجعل نيلها في رقابهـــا

 الأجواد يطرد همهم طول عزمهم والأنذال يصبح همها في رقابهـــا

 الأجواد تشبه قارةٍ مطلحــبة ليا دارها البردان يلقى الذرى بهــا

 الأجواد صندوقين مسكٍ وعنبـر ليا فتحت ابوابها جاك مابهــــا

 الأجواد مثل البدر في ليلة الدجى والأنذال ظلماً تايةٍ من سرابهـــا

 الأجواد مثل الدر في شامخ الذرا والأنذال مثل الشري مرٍ مذاقهـــا

الأجواد وأن حايلتهم ماتحايـلوا والأنذال أدنى حيلٍ ثم جابــها

الأنذال لو غسلوا ايديهم تنجست نجاسة قلوبٍ مايفيد الدوا بهـــا

لا تجعل للأجواد نكبة من حيث ليا ضعف الضعيف التجابها

 لعل نفسٍ ما للأجواد عندهــا وقارٍ عسى ماتهتنى في شبابـها

 عليك بعين السيح ليا جيت وارد خل الخباري فإن ماها هبابـــها

 محا الله عجوزٍ من سبيع بن عامر ماعلمت أقرانها فــــي شبابهــا

 لها ولدٍ ماحاش يومٍ غنيــمة عدا كلمةٍ عجفا قمز ثــم جابهــا

أنا أظن دارٍ شد عنها مــفرج حقيقٍ يادار الخنا فـــي خرابهـا

وأنا أظن دارٍ نزل فيها مــفرج لا بد ينبت الزعفران ترابهــــا

فتى ما يظلم المال الا وداعـة ولو يملك الدنيا جميعا صخابهـــا

وبعد أن سمع مفرج القصيدة أدرك أن أحد ابنائة قد تحرش بإبنة المهادي ولكنة لا يعرف من .

تابع -قصة مفرج السبيعي جار المهادي:

رجع مفرج الى المكان الذي ترك أهلة به وفي الصباح نادى إبنه الكبير وقال له بقصد إستدراجة بالكلام أتمنى أن تكون رجلاً وأن حصلت على بعض الشي من إبنة المهادي جاوب الابن وقال ليس هذا ماربيتنا علية يا أبي ولم أفعله بعدها نادى إبنه الأوسط وسأله نفس السؤال وقال نفس جواب الإبن الأكبر بعدها نادى إبنه الأصغر وسأله عندها قال الإبن ليتك صبرت قليلاً ولم تستجعل الرحيل يا أبي لقد اوشكت أن اوقع بها.

عند ذلك سل مفرج سيفة وذبح إبنه وابلغ زوجتة وأولادة بالخبر وأمر إبنه الكبير أن يأخذ رأس أخية ويضعة في كيس يطلق علية ” الخرج ” ويذهب الى المهادي ويسلمة لة وقد فعل الإأبن ماقاله له أبية ورجع وأكملوا مسيرهم بإتجاه قبيلتهم .