المطلوب فعله تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين
بقلم/ د. عصام محمد علي عدوان
راوحت قضية اللاجئين الفلسطينيين مكانها منذ اثنين وسبعين عاماً، لأسباب كثيرة، ليس أقلها تهاون العرب والمجتمع الدولي تجاه قضية حساسة وخطيرة وتمس الأمن الدولي بهذا الحجم. لقد أثبتت هذه السنون الطويلة أن الشعب الفلسطيني يُراهَن عليه في مدى تمسكه بحقوقه وعدم التفريط بها.
ولذلك وجب دعمه وإسناده في كل المحافل، وأول هذا الدعم يبدأ من القيادة الفلسطينية نفسها، التي عليها أن تؤمن بشعبها وبحقوقه وقدراته، وأن تتحرك بها بين الأمم، لأن القضية الفلسطينية قضية عادلة تحتاج إلى مجتهد للنهوض بها.
ولا يقتصر الفعل على الفلسطينيين وإن كانوا هم البداية، بل يمتد ليشمل الأمتين العربية والإسلامية وجميع دول العالم والأمم المتحدة ومنظماتها. يجب ألا تعلن القيادة الفلسطينية عن عجزها إزاء قضية ناجحة بامتياز، بينما هي لم تقم بأقل الواجب تجاهها، وهاكم بعض ما يجب فعله:
فلسطينياً:
-
تمسُّك القيادة الفلسطينية بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، وتنظيم حملات دولية للتأكيد على مشروعية حقوقهم في العودة والتعويض، وإشهار القرارات الدولية في وجه الحملات المضادة. والاستفادة من سفاراتها المنتشرة في تسعين دولة.
-
إنشاء إطار وحدوي يضم كل المنظمات الفلسطينية العاملة لحقوق اللاجئين، لرفع قضاياهم وتمثيلها بشكل صحيح أمام المجتمع الدولي.
-
اعتماد تعريف جامع مانع لمفهوم اللاجئ الفلسطيني والسعي لتدويله. ويمكن بهذا الصدد دراسة واعتماد التعريف الذي أقره المجلس التشريعي الفلسطيني في عام 2008.
-
تكوين ودعم لجان شعبية عاملة في مخيمات اللاجئين داخل وخارج فلسطين للتصدي لتقليصات الأونروا ومحاولاتها الانسحاب التدريجي من خدماتها لمخيمات اللاجئين.
-
سعي القيادة الفلسطينية لدى الدول المضيفة للاجئين لأخذ موافقتها على منح اللاجئين الفلسطينيين في أراضيها حقوقاً سياسية فلسطينية، بمعنى حقهم في أن يكون لهم سجل انتخابي وأحزاب، ومشاركتهم في انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني والترشُّح لعضويته.
عربياً:
-
عدم التطبيع مع إسرائيل أو الاعتراف بها قبل أن تستجيب للمبادرة العربية لعام 2007م التي دعت لإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يُتفَق عليه. وضرورة التزام الدول العربية بهذا الحد الأدنى الذي أقروه بأنفسهم.
-
مساندة الفلسطينيين في جهودهم للترويج لمشروعية حقوق اللاجئين، والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.
-
إفساح المجال أمام الفلسطينيين في الدول العربية للمشاركة السياسية فلسطينياً من خلال الانتخاب للمجلس الوطني الفلسطيني وتكوين الأحزاب الفلسطينية.
-
تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين المعيشية في لبنان وسورية والعراق.
تابع في المطلوب فعله تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين
إسلامياً:
-
يمكن للدول الإسلامية غير العربية، وعددها أكثر من 35 دولة، كثير منها ذات ثقل دولي، ولها أصدقاء كُثر في العالم، أن تؤكد في الأمم المتحدة وعبر المنظمات الدولية على حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وتبنّي تعريف جامع للاجئ الفلسطيني يُحبط كل المؤامرات الصهيونية الهادفة لتذويبه.
-
كما يمكن للدول الإسلامية، وكثير منها ضمن الدول المانحة للأونروا، أن تشكِّل مانعاً دون تدهور خدمات الأونروا، والضغط من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستمرار التجديد للأونروا وتخصيص ميزانية أساسية لها من صندوق الأمم المتحدة لضمان استقرار عملها.
-
على المنظمات والأحزاب الصديقة في العالم الإسلامي أن تدرك أن نُصرة المظلوم عبادة يتم التقرُّب بها إلى الله، وإن الأرض المقدسة تستحق كل دعم وتأييد من شعوب العالم الإسلامي، أرضاً، ومقدسات، وشعباً. ومن جُملة ما يمكن تقديمه: فتح المجال أمام الفلسطينيين في هذه الدول للترويج لقضيتهم، وتسهيل وصولهم إلى الإعلام المحلي في هذه الدول، والسماح لهم بتشكيل مجموعات العمل لخدمة قضاياهم.
-
تستطيع الدول النفطية العربية والإسلامية الاتفاق من خلال ثقلهم في منظمة أوبيك، لزيادة دولار واحد فقط على سعر برميل البترول لدعم القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين، بحيث يتم تقديم هذه الأموال المتجمعة كمشاريع تنموية للفلسطينيين، ودعم الأونروا، ودعم السلطة الفلسطينية. ستكون هذه الخطوة أكبر وأهم خطوة مالية وتنموية وإعلامية وسياسية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
-
فرض عزلة على إسرائيل لإجبارها على الخضوع للقرارات الدولية.