مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

القصيدة الممنوعة!كفكف دموعك وانسحب يا عنترة

القصيدة الممنوعة !كفكف دموعك وانسجب يا عنترة

قصيدة “كفكف دموعك وانسحب يا عنترة”

 

للشاعر المصري: مصطفى الجزار

 

تعريف بالشاعر:

 

هو شاعر مصري الجنسية، من مواليد سنة 1978م، حاصل على ليسانس آداب – قسم لغة عربية، محرر بجريدة “الشرق الأوسط” اللندنية، ومحرر مراجع بجريدة «التحرير» المصرية.

 

  • يكتب شعر العامية المصرية والشعر الفصيح، وكانت له الكثير من المشاركات في لقاءات أدبية على المستوى الدولي.

 

  • له مشاركة بارزة في مسابقة (أمير الشعراء 2007) في دورتها الأولى، التي أقيمت في العاصمة أبو ظبي، وتم اختياره من بين أفضل خمس وثلاثين شاعرًا للتصفيات النهائية من أصل 5400 شاعر على مستوى الدول العربية، و كان أحد الحاصلين على جائزة لجنة التحكيم التي نالها خمسة شعراء ، بقصيدتيه {عيون عبلة} و{مَطَري يسافرُ في سَحَابِك}.

 

  • أصدر ديوانين باللغة الفصحى، الأول بعنوان {لا تذبحوا ضوء القمر}، والثاني بعنوان {عيون عبلة}.

 

  • وقدحصل على المركز الأوّل على مستوى الجمهورية المصرية في مسابقة نظمتها وزارة الشباب حول سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

تابع في القصيدة الممنوعة!كفكف دموعك وانسحب يا عنترة

بين يدي القصيدة:

 

يعالج الشاعر في قصيدته “كفكف دموعك وانسحب ياعنترة” ما تعرّضت له الأمة العربية والإسلامية من تفرقة وشتات وهزائم متتالية، ويتحدث عن الواقع الصعب في عدد من البلدان العربية النازفة بالدماء والألم، وقد وصفها بالجواهر، واعتمد الشاعر للتعبير عن حال المواطن العربي بشخصية عنترة، وعن البلدان العربية بشخصية عبلة، فنسج هذه القصيدة الرائعة.

 

اقرأ أيضاً:
انا لعائدون للشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد
انا لعائدون -هارون هاشم رشيد

حقيقة ما حدث في مسابقة أبو ظبي:

 

رفضت لجنة التحكيم في مسابقة أمير الشعراء والتي تعقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، مشاركة الشاعر مصطفى الجزار قصيدته والتي بعنوان (كفكف دموعك وانسحب يا عنترة!!) وكان السبب الذي ذكرته لجنة التحكيم لرفض القصيدة هو “أن موضوعها لا يخدم الشعر الفصيح”…!!!

 

**القصيدة الممنوعة!كفكف دموعك وانسحب يا عنترة **

 

نص القصيدة/

 

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَة

 

******************

 

لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
سقطَت مـن العِقدِ الثمينِ الجوهرة

 

*******************

 

قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة

 

******************

 

ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً
فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرة

 

******************

 

والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرة

 

******************

 

فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة

 

*****************

 

وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً!
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة

 

******************

 

اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة

 

*****************

 

يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابل مقفرة؟

 

****************

 

هـل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟

 

*****************

 

يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه

 

*****************

 

متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً
نسبوا لكَ الإرهابَ صِرتَ مُعسكَرَه

 

*****************

 

عَبْسٌ تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم
حُمُرٌ ـ لَعمرُكَ ـ كلُّها مستنفِرَة

 

*****************

 

في الجاهليةِ..كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه

 

*****************

 

لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
فالزحفُ موجٌ..والقنابلُ ممطرة

 

******************

 

وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
بينَ الدويِّ وبينَ صرخةِ مُجبرَة

 

*******************

 

هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالكٍ
كيفَ الصمودُ؟ وأينَ أينَ المقدرة!

 

******************

 

هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
متأهباتٍ..والقذائفَ مُشهَرَة

 

*****************

 

لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى
ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه

 

*****************

 

يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة

 

*****************

 

فأتى العدوُّ مُسلَّحاً، بشقاقِهم
ونفاقِهم ، وأقام فيهم مِنبرَه

 

*****************

 

ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَة

 

*****************

 

هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
مَن يقترفْ في حقّها شرّا..يَرَه

 

******************

 

ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه

 

******************

 

فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة

 

******************
 
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة

 

******************

 

وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه