مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

أولياء الأمور والتعليم الالكتروني زمن كورونا

أولياء الأمور والتعليم الالكتروني زمن كورونا

أولياء الأمور والتعليم الالكتروني زمن كورونا

 

أ.حسام الدين رفعت حرز الله

 

فرضت جائحة كورونا واقعاً حقيقياً في التوجه إلى التعليم عن بعد ، لكن هذا الواقع صادماً ومؤلماً بدرجة أولى لأولياء الأمور حيث انتقل اليهم التعليم الافتراضي فجأة دون سابق انذار أو تهيئة، أو تدريب مجتمعي لتقنيات الحاسوب الالكترونية من قبل مؤسسات المجتمع المختلفة، مما أجبروا على القيام بدور المعلم ليس بمادة واحدة وإنما جميع المواد الدراسية التي أصبحت تعصف في وجوههم واحدة تلو الأخرى.

 

وليس بمرحلة واحدة فحسب بل عدة مراحل فربما يكون لديهم أبناء في الإعدادية وآخرين في الابتدائية وربما في الثانوية ، ناهيك عن ضغط أبنائهم تجاههم في تعليمهم ومساعدتهم في التعليم وتوفير كل مستلزماته ،  ولم يقف الأمر على هذا النحو فقط بل هناك صدمة ثانية وهي عليهم أن يتوجهوا لتقنيات التعليم عن بعد حتى يتمكنوا من القيام بمهام مختلفة إن هذا الأمر المرير ولّد صدمة حقيقية لأولياء الأمور، ووضعهم في دائرة صعبة لا يحمد عقباها.

 

اقرأ المزيد:
الجودة الشاملة في الإسلام وأثرها على التعليم
الجودة الشاملة في الإسلام وأثرها على التعليم

 

مما جعل فريق منهم محبط تماماً ولا يبالي في متابعة أولادهم نهائياً حتى لو أدى هذا الأمر لرسوبه كما تقول السيدة( ص . ح ) أنا محبطة جداً ولا أعرف كيف أتعامل مع هذه المناهج  أو أتعامل مع الحاسوب والجوال ، وليس لدينا قدرة على  شراء الحاسوب أو الجوالات وما يحتاجونه الأبناء للقيام بالمهام والواجبات وزوجي ليس لديه الوقت بمتابعة أي شخص في الأسرة بسبب عمله ومتطلبات الحياة المسئول عنها.
وفريق آخر يقدم ما يستطيع أن يقدم مع قناعتهم أنه ليس البديل عن التعليم الوجاهي حيث يقول السيد( ص. ي) أن التعليم عن بعد جعل أبناءنا في خطر كبير وتراجع لا مثيل له فهم لا يفهمون الدروس جيداً .

 

بل ويلجؤون إلينا كي نجيب على الاختبارات الالكترونية وبطاقات التعلم الذاتي ، ولا نستطيع فهم كثير من المواد خاصة اللغة الإنجليزية والرياضيات،  وفريق آخر يبذل جهداً كبيراً في فهم كل الوسائل التي تسهم في مساعدة أبنائهم على التعلم وعلى حساب وقتهم وصحتهم حيث يقول السيد( س. ع) أننا أمام مشكلة كبيرة وهي التعليم عند بعد فهو يحتاج منا وقتاً وجهداً في فهم الدروس ومتابعة أبنائنا وتجربة قاسية لنا لقد أرهقنا ذلك نفسياً وصحياً.

 

ومن هنا نقول لأولياء الأمور نشعر بكم وبالمسئولية الملقاة على عاتقكم فلكم شكرنا وتقديرنا وأنكم أبدعتكم في عطائكم وأنكم شعرتم بالدور الملقى على عاتقكم فدوركم تكميلي فالمعلمون معكم قلباً وقالباً فما عليكم سوى توجيه أبنائكم الطلاب نحو الاهتمام والمتابعة والتركيز مع المعلمين وتوفير الهدوء والاطمئنان وتنظيم أوقات أبنائكم.

 

رسالة أولياء الأمور والتعليم الالكتروني زمن كورونا.

 

ومع هذا كله نطلق صرخة لكل مسئول بأن يقف وقفة جادة مع  في ظل هذه الظروف من حيث دعم التعليم ومؤسسات التعليم كالجامعات والمدارس ، وإطلاق مبادرات شبابية بعنوان نحو التعليم أولاً بحيث يقوم خريجو الجامعات بالتطوع عبر مؤسسات لتعليم الطلبة بالعدد المسموح به وفقاً لإجراءات السلامة.
وفتح المدارس على ثلاث فترات بعدد أقل ووقت أقل كما يجب على كافة مؤسسات المجتمع التنسيق مع المعلمين المبادرين بالقيام بدروس تطوعية عبر مؤسساتها ومن هذا المنطلق يمكننا إسعاف ما يمكن اسعافه وتخفيف العبء الكبير الذي عصف بوجه أولياء الأمور.