مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

القيادة وإقامة شعائر الإسلام

القيادة وإقامة شعائر الإسلام

القيادة وإقامة شعائر الإسلام

 

بقلم/د. حسام حرز الله

 

القيادة هي التي تعبر عن قدرة القائد على تحريك الناس نحو الهدف المنشود بالتأثير والاقناع والقدوة ومشاركتهم في اتخاذ القرار ولا سيما القيادة الربانية التي تتميز عن أي قيادة في العالم حيث وجهتها الدنيا والآخرة معاً فمهمة القيادة الربانية هي إقامة شعائر الدين، وتنفيذ أحكام الشريعة الإسلامية، وتطبيق حكم الله تعالى في الأرض.

 

 قال تعالى ” وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَا” المائدة: 49

 

وفي هذا التطبيق تظهر قوة المسلمين وعزتهم، ويغيظ المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وقوة أهله، ويؤدي إلى إخراج الناس من براثن الجهل والتخلف إلى نور الهداية والصلاح، كما بينها مدوية القائد الرباني ربعي بن عامر في مقولته المشهورة لرستم حيث قال جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

القيادة وإقامة شعائر الإسلام

وبناء على هذا فلا بد من التربية القيادية من الصغر ومنذ النشأة على العقيدة السليمة التي هي أساس القيادة الربانية صاحبة المبادئ والقيم والاهتمامات والعلاقات التي لا تشوبها شائبة ولا تعصف بها عاصفة بل تبقى على عهدها ومبادئها مهما كانت الظروف.

 

 

 وإن أغلقت أمامها كل الأبواب حتى تحقيق كامل أهدافها المنشودة كما قالها المصطفى العدنان سيد الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه.

 

 لذا يترتب على الأسرة والمدرسة مؤسسات المجتمع العمل سوياً على إيجاد هذه القيادة الربانية من خلال تربية ممنهجة وواضحة وتغيير فلسفة المجتمع نحو التخلص من كل الشوائب المؤثرة في عملية التربية الحقيقية التي تؤسس لبناء قادة المستقبل لإقامة الشرائع السماوية التي لطالما يحلم كل مسلم أن يعيش تحت ظلها وينعم بعدالتها السامية.

 

 ولكي تقوم الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع بهذه التربية فلا بد أن توحد فلسفة التربية أي جميعنا يقوم على بناء الأجيال وفق العقيدة السليمة.

 

 فالأسرة هي النواة والأساس منذ اختيار الزوج والزوجة على أساس الدين قبل المال والجاه والسلطان والجمال فعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تقول لم أعقل والدي إلا وهما يدينان بدين الله، فالأسرة الملتزمة تبدأ باختيار الزوج والزوجة على أساس الدين قبل المال والجاه والسلطان والجمال.
اقرأ أيضاً:

الجودة الشاملة في الإسلام وأثرها على التعليم

الجودة الشاملة في الإسلام وأثرها على التعليم

 

 فعائشة أم المؤمنين حتماً ستؤسس أبناءها على العقيدة السليمة التي تخلو من الشوائب وينشأ ناشئ الفتيان فيهم على ما عوده أبوهم، وعلى المدرسة أن تعزز القيم الإسلامية وتقوم بدورها التكاملي حيث تنمي مهارات القيادة لدى طلابها كمهارة الحوار والمناقشة ومهارة حل المشكلات، واتخاذ القرار وإدارة الفريق والوقت ومهارة فن التأثير والإلقاء.
ومهارة تحمل المسئولية وغيرها من المهارات القيادية التي تؤهل الأجيال لاستلام الراية في المستقبل لبناء مجتمعهم وفق معايير النجاة في الدنيا والاخرة.

 

 ناهيك عن مؤسسات المجتمع حيث لها الدور الثالث والبارز في التعليم والتدريب فهي تسهم في تربية النشء مع  الأسرة والمدرسة ليحققوا جميعاً بناء جيل قيادي رباني قادر على النهوض بمجتمعه ونفسه وهذا يتطلب في النهاية من القيادات العليا أن توضح فلسفتها في التربية وتصحح مفاهيم مناهجها الدراسية لتضم مفاهيم التربية القيادية على العقيدة والمبادئ والاهتمامات والعلاقات والقيم الإسلامية .