مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

موقف الأردن من القرار الإسرائيلي بضم الأغوار

موقف الأردن من القرار الإسرائيلي بضم الأغوار

موقف الأردن من القرار الإسرائيلي بضم الأغوار

 

كتب/ أحمد عبد الهادي

 

اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مع زعيم الحرب يائير لابيد في نهاية شهر إبريل الماضي على بدء ضم أجزاء واسعة من منطقة الضفة الغربية وهنا نتحدث عن الأغوار والعديد من المستوطنات الأخرى الموجودة في الضفة الغربية، الأمر الذي دفع جلالة الملك عبد الله الثاني إلى التصريح بأنه إذا ضمت إسرائيل أي أجزاء من الضفة الغربية سينتج صدام كبير بين البلدين وقال بأن المملكة الأردنية تدرس جميع الخيارات في حال تم هذا الضم.

 

كما عهدناها، إسرائيل تحاول دائما أن تستغل كل الفرص، وهنا ونحن في أيام جائحة فيروس كورونا والعالم كله منشغل بتخطي هذه الجائحة، في هذا الوقت تفكر إسرائيل في الاحتلال وتوسيع أراضيها.

 

أهمية منطقة الغور للأردن:

 

تشكل منطقة الأغوار ما يقارب 30% من مساحة الضفة الغربية وتمتد من شمال البحر الميت، وحتى بحيرة طبريا في الشمال.

 

تعتبر هذه المنطقة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية مميزة فهي صالحة للكثير من المشاريع منها توليد الطاقة والزراعة وغيرها، بالإضافة إلى استخراج المعادن والأملاح منها.
موقعها الجغرافي على البحر الميت يجعلها مكان سياحي مميز يجذب العديد من السائحين من مختلف الأماكن.

 

والأهم من هذا فإن ضم إسرائيل للأغوار سيمنع التواصل الجغرافي بين الدولة الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية، وسيبقي إسرائيل متحكّمة في العلاقات بين البلدين.

 

اقرأ أيضاً:
“المعاهدة” استنفدت أغراضها
“المعاهدة” استنفدت أغراضها

الخطوات التي اتخذتها المملكة الأردنية:

 

فور سماع جلالة الملك عبد الله الثاني بحديث وزير الخارجية الإسرائيلي دافيد ليفي تحرك فورا حيث أن لهذا الضم تهديد كبير للدبلوماسية الأردنية، وقد قال وزير الخارجية بأن ضم أراض من الضفة الغربية هو قرار يعود إلى إسرائيل، وبالطبع كان هذا التصريح في غاية الاستفزاز للمملكة الأردنية.

 

 

وهنا تحرك وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بالتنسيق مع فلسطين وتواصل مع نظيرته الإسبانية أرانكا غوانزاليس مبينا ضرورة الالتحام والتعاون في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، ومؤكدا على الرفض التام لضم أراض فلسطينية محتلة حيث أن في هذا خرق تام للقانون الدولي.

 

وقد اتفق الصفدي مع نظيرته الإسبانية على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة في حال أرادت إسرائيل ضم منطقة الأغوار من أجل منعها بكل السبل، حيث سيؤثر هذا الضم على عملية السلام في المنطقة.

 

تابع في موقف الأردن من القرار الإسرائيلي بضم الأغوار

قال الصفدي في حديثه بأن اتخاذ أي قرار لضم المستوطنات وغور الأردن وشمال البحر الميت سيكون شيء كارثي وخطوة لا يحمد عقباها، حيث ستقتل جميع فرص تحقيق السلام في المنطقة وسيزيد الصراع بصورة كبيرة محذرا إسرائيل من اتخاذ هذا القرار.

 

في هذا الوقت ارتفعت أصوات البرلمان الأردني بضرورة استخدام كل السبل والتوصل إلى العديد من القيادات العربية والأوروبية من أجل منع إسرائيل من القيام بهذه الخطوة التي تهدد عملية السلام، كما طالب البرلمان أيضا باستخدام بعض أدوات الضغط المتاحة وإلغاء معاهدة وادي عربة وإلغاء اتفاقية الغاز الإسرائيلي التي تم توقيعها في شهر سبتمبر عام 2016 والتي تم تنفيذها بداية من العام الحالي، وهذه الاتفاقية تنص على تزويد الأردن بحوالي 45 مليار متر مكعب من الغاز وذلك في غضون 15 عاما.

 

 

احصل على نسختك من كتاب:
فلسطين في خطابات الملك حسين بن طلال
فلسطين في خطابات الملك حسين بن طلال

الرد الإسرائيلي:

 

تقول بعض الآراء بأن إسرائيل لا تكترث البتة بالخطوات ورد الفعل التي اتخذتها الجهات الأردنية، ولكن يشير أحد التقارير التي تم بثها من خلال إحدى قنوات التلفزيون الإسرائيلي بأن تل أبيب قلقة تماما من التحرك الأردني للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لكي لا يقوما بعملية الضم للأغوار والضفة الغربية.

 

وقد قال متخصص إسرائيلي في الشئون العسكرية بأن المؤسسة الأمنية في إسرائيل قلقة من توتر العلاقات بين تل أبيب والأردن خاصة بعد التردي الاقتصادي الذي حدث في ظل جائحة كورونا، وقد استكمل المتحدث الإسرائيلي بأن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن سوف تستغل الفرصة في استعادة الشعبية داخل الأردن عن طريق المطالبات بقطع العلاقات بين البلدين والتقرب من حركة حماس.

 

من الواضح أن إسرائيل لن تُقدِم على خطوة الضم إلا وقد درست إلى أي مدى سيصل إليه الرفض الأردني