فلسطين، الأرض التي تنبض بالحياة والأمل رغم سنوات من المعاناة، تظل القضية الأولى في وجدان الشعوب العربية والإسلامية. على مر السنين، ظل الشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال الإسرائيلي البغيض، مُظهراً صموداً وإرادة لا تلين. لكن السؤال الذي يطرحه الجميع في ظل الواقع المعاش: أين هم حكام العرب من معاناتنا المستمرة؟ لماذا يبدو الموقف الرسمي العربي خافتًا أمام الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال؟ وبينما تتعالى أصوات الشعوب العربية المناصرة لفلسطين، يظل الصوت الرسمي غائبًا أو ضعيفًا، مما يعكس فجوة كبيرة بين تطلعات الشعوب ومواقف الحكام. في هذا المقال، نناقش صمت الحكام العرب، تأثير التطبيع على القضية الفلسطينية، ودور الشعوب العربية في إبقاء القضية حية في ضمير الأمة.

  1. أين حكّام العرب مما يجري في فلسطين؟

فلسطين، القلب النابض للأمة العربية والإسلامية، تستمر معاناتها تحت عبء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم منذ عقود طويلة. في كل يوم جديد، يواجه الشعب الفلسطيني صراعًا وجوديًا ضد القتل والتهجير والاستيطان والحصار. وعلى الرغم من هذه المعاناة الممتدة، يبقى السؤال يتردد في أذهان الشعوب العربية والإسلامية: أين حكّام العرب من فلسطين؟

  1. الصمت العربي الرسمي: هل هو عجز أم تهاون؟

في وقتٍ يتعالى فيه صوت الفلسطينيين في مواجهة الظلم، يتوارى الموقف الرسمي العربي خلف بيانات استنكار ضعيفة أو صمت محيّر! هل يكفي الشجب والتنديد لمواجهة احتلال يستمر في انتهاكاته بلا هوادة؟ لقد افتقرت الردود الرسمية إلى المبادرات المؤثرة التي من شأنها أن تحدث تغييرًا ملموسًا على الأرض.

إن هذا التخاذل يثير غضب الشعوب التي لا تزال ترى القضية الفلسطينية رمزًا للكرامة العربية والإسلامية. فكيف نبرر هذا التباين بين مواقف الشعوب الصادقة والقيادات السياسية الخجولة؟

  1. التطبيع الإسرائيلي العربي: الأثر العميق على القضية الفلسطينية

في السنوات الأخيرة، شكّلت موجة التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل نقطة تحول خطيرة في تاريخ الصراع. فعوضًا عن أن تكون هذه العلاقات جسورًا للسلام العادل، أصبحت غطاءً دوليًا للاحتلال للاستمرار في سياسته الاستيطانية والقمعية.

إن هذه الاتفاقيات، التي تجاهلت الحقوق الفلسطينية الأساسية، أعطت انطباعًا بأن القضية الفلسطينية لم تعد ضمن أولويات العالم العربي.

  1. الشعوب العربية : الصوت الذي لا يخبو

رغم خفوت الصوت الرسمي، تظل الشعوب العربية السند الحقيقي للقضية الفلسطينية. فبينما تراجعت المواقف السياسية، لم تتراجع إرادة بعض الشعوب التي تعبّر عن دعمها بأشكال مختلفة، مثل:

  • التظاهرات الشعبية التي تجوب الشوارع دعمًا لفلسطين.
  • الحملات الإعلامية وحملات التبرعات التي تُبقي القضية حيّة. (ولا نعلم إن وصلت إليهم أم لا)
  • استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفضح انتهاكات الاحتلال وتسليط الضوء على المعاناة اليومية.
    • مظاهرات لدعم فلسطين مظاهرات لدعم فلسطين

إن هذه الجهود تعكس فجوة عميقة بين تطلعات الشعوب ومواقف الحكام، كما تؤكد أن القضية الفلسطينية ستبقى قضية العرب والمسلمين الأولى مهما تبدلت المواقف الرسمية.

  1. الخطوات المطلوبة لإعادة فلسطين إلى الأولوية

إذا أراد حكام العرب إعادة الاعتبار لمكانتهم أمام شعوبهم والعالم، فإنهم بحاجة إلى خطوات ملموسة وعملية تشمل:

  • تحركات دبلوماسية جادة: يجب على الحكومات العربية تفعيل دورها في المنظمات الدولية للضغط على إسرائيل ووقف جرائمها.
  • دعم صمود الشعب الفلسطيني: بتقديم المساعدات المباشرة في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية.
  • وقف التطبيع غير المشروط: لا بد من ربط أي علاقات مع الاحتلال بحل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
  • الوحدة العربية: إنهاء الخلافات بين الدول العربية لتعزيز قوة الموقف الموحد.
  • إحياء مبادرة السلام العربية: بوضعها في مقدمة الجهود الدولية لإيجاد حل دائم للقضية.
  1. القضية الفلسطينية: محور وحدة الأمة

القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية؛ إنها رمز لنضال الأمة ضد الاستعمار والظلم. لقد أظهر التاريخ أن الشعب الفلسطيني، رغم معاناته، قادر على الصمود ومقاومة الاحتلال. لكن هذا الصمود بحاجة إلى دعم حكومي ودولي ليترجم إلى نتائج ملموسة.

  1. خاتمة: هل سيستيقظ الضمير العربي؟

فلسطين اليوم ليست اختبارًا فقط للشعوب، بل أيضًا للحكومات التي تواجه خيارًا مصيريًا: إما أن تقف بجانب الحق وتعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية، أو تستمر في التخاذل وتترك الشعوب تتحمل وحدها عبء الدفاع عن فلسطين.

القدس، غزة، والضفة الغربية، تنادي بصوت واحد: أين أنتم يا حكام العرب؟
فهل نرى تغييرًا قريبًا يعيد الأمل للمنطقة بأسرها، أم ستظل الشعوب وحدها تحمل راية المقاومة حتى يأتي اليوم الذي تُكتب فيه نهاية الاحتلال؟