ماذا بعد نهاية الحرب الروسية في أوكرانيا؟

د.ابراهيم حبيب

استاذ الدراسات الاستراتيجية والاقليمية

المُتابع لمجريات الحرب الروسية في أوكرانيا اليوم يُدرك تعثر القوات الروسية في حسم المعركة وهذا مرده للاسباب التالية:-

1- تحول الحرب من مواجهة عسكرية بين جيشين إلى حرب مدن. ففي الأولى يتفوق الجيش الروسي بسرعة نظراً لامكانياته الكبيرة وهذا مع ما أدركه الأوكرانيون، لذلك انسحب الجيش من المعسكرات المفتوحة الى داخل المدن والالتحام بالسكان المدنيين لتصبح الحرب حرب شوارع وهو أمرٌ يُصعب القتال على القوات الروسية.

2- الامداد المستمر من قوات النيتو للجيش والحكومة الاوكرانية عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.

3- حالة الانهاك التي يُعاني من الجيش الروسي التي بدت واضحة من خلال سير المعارك برغم تصنيف الجيش الروسي كـ ثاني أقوى جيش في العالم.

3- ارتفاع معنويات الشعب الأوكراني ودافعيتهم للقتال في ظل الشحن المعنوي الغربي الكبير لهم.

4- ضعف المعدات العسكرية الروسية التي تبدو عاجزة عن امتلاك التحصينات الكافية ومحدودية مناورتها الميدانية وبالتالي سهولة استهدافها مما رفع نسبة الخسائر الروسية في هذه الحرب.

لذلك لجأ الجيش الروسي إلى محاصرة المدن وتشديد الخناق عليها من خلال قطع الامدادات العسكرية والغذائية والطاقة مع تحرك بطيئ دون الدخول في قتال شوارع كبير وذلك لسببين:-

1- دفع القوات الاوكرانية للاستسلام وخصوصاً في كييف.

2- تقليل الخسائر البشرية قدر الامكان من الجانبين.

تابع في مقال ماذا بعد نهاية الحرب الروسية في أوكرانيا؟

في ظل هذا الواقع وعدم امكانية التراجع الروسي عن هذه الحرب دون تحقيق الانتصار وحرص الغرب على استنزاف روسيا وتدمير اقتصادها. سيكون أمام بوتين ثلاث سيناريوهات لإنهائها:

السيناريو الأول:

استمرار حصار المدن الرئيسية حتى الاستلام مهما طالت المدة

وهو سيناريو مستبعد نظراً لمخاطره الكبيرة التي تشي بأن روسيا دخلت في حرب استنزاف قد تُطيحُ بها داخلياً وخارجياً.

السيناريو الثاني:

تكثيف الاستهداف الجوي والصاروخي والمدفعي على المدن لاجبارها على الاستسلام

وهو سيناريو محتمل أن يشرع به الجيش الروسي خلال الايام القليلة القادمة
ولكن امكانيات نجاحه مرتبط بمدى صمود المقاومة الاوكرانية دون الوصول الى مرحلة الاستسلام.

السيناريو الثالث:

استخدام القوة الغاشمة وسحق بعض التجمعات المدنية والعسكرية الأوكرانية مع ما سيتركه ذلك من خسائر بشرية ومادية كبيرة مع امكانية استخدام بوتين للأسلحة النووية المحدودة.

وهو سيناريو وارد جداً اذا لم تستسلم اوكرانيا وتوافق على الشروط الروسية
ولوضع الغرب أمام الضغط الروسي

عندها ستهدأ المعارك في أوكرانيا، وستشتعل في أوروبا عندما يضع بوتين الغرب أمام شروطه الجديدة.

1- رفع العقوبات الاقتصادية والاقرار بالمتغيرات الجديدة
لانه لن يحتمل الضغط الاقتصادي المُتواصل وحاجته لاعادة اعمار أوكرانيا.

2- انسحاب دول الكتلة الشرقية من حلف النيتو

وفي حال الرفض سيلجأ بوتين لضرب بولندا بالسلاح النووي لردع الجميع واجبارهم على قبول شروطه أو الدخول في حرب نووية تُنهي الطرفين.

فهل سيكون الغرب مُستعداً لهذا السيناريو؟