إعادة الإعمار في غزة إلى أين؟!
ما إن وضعت الحرب أوزارها وانتهى حوار البنادق حتى انطلق حوار الضغوطات الإقتصادية وورقة إعادة الإعمار.
حيث بدأت عملية الضغوط مبكراً فقد تم إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة بشكل شبه كامل ومنعت مواد الإعمار من دخول القطاع المحاصر.
ولم تكن الأوضاع في قطاع غزة قبل الاعتداءات الإسرائيلية على ما يرام، فالقطاع محاصر اقتصاديا منذ ما يزيد عن 16 عاما، فضلا عن تعرضه لثلاث حروب من قبل إسرائيل،
ما أدى إلى أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة، كان أبرز مؤشراتها زيادة معدلات البطالة والفقر والهجرة.
ماهي متطلبات إعادة الإعمار :
1- القيام بحصر فني وهندسي دقيق لكافة أضرار الحرب سواء على مستوى المباني السكنية أو المنشأت الصناعية أو الأراضي الزراعية وكافة المناحي المتضررة على حد سواء وهو ما تم تنفيذه بالفعل كما أعلنت ذلك وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة .
2-عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار وجمع التبرعات من الدول على المستوى الرسمي , الأمر الذي لم يتم حتى اللحظة بضغط إسرائيلي وأمريكي وبغض من بعض الدول العربية التي تمارس التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وتدور في فلكه.
3- فتح المجال أمام مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة لدعم القطاع المحاصر الأمر الذي يوضع أمامه عراقيل كثيرة ولا تسمح به إسرائيل بشكل رسمي .
4- عملية إزالة ركام المباني والمنشأت المدمرة .
5- السماح بدخول المواد الأولية اللازمة، وبخاصة مواد البناء، وتعد مصر هي الدولة الأكثر ملاءمة لهذه المهمة لسهولة الوصول عبر معبر رفع، ولكون مصر منتجة بشكل جيد لمواد البناء، أو ما يتوفر لها من إمكانية استيراد بعضها ووصولها على وجه السرعة من خلال ميناء قناة السويس , ومرورها عبر سيناء إلى غزة.
ما تم إنجازه بعد قرابة الشهرين على انتهاء الحرب:
1- انجاز عملية الحصر الفني والهندسي لكافة أضرار حرب2021.
2- البدء بتعويض ذاتي من الحكومة في غزة لألاف المتضررين الذين قلت تعويضاتهم عن مبلغ 500$.
3-البدء بعمليات إزالة الركام من الأماكن والمنشآت المستهدفة خاصة الأبراج السكنية وإزالة ما نسبته 20% منها, وذلك بمشاركة طواقم وآلات هندسية مصرية عملت مصر بالدفع بعشرات منها لدخول القطاع بعد انتهاء الحرب مباشرة.حيث أوضح م.محمد العسكري أن مجموع ما وصل قطاع غزة، من معدات وآليات مصرية، الجمعة، بلغ نحو 51 آلية بينها شاحنات وحفارات وكاسحات وناقلات ورافعات، مشيرا إلى أن كل آلية رافقها سائق مصري، للمشاركة في عملية إزالة الركام.
ووفق وزارة الأشغال العامة والإسكان، فإن إجمالي حجم ركام المباني المدمّرة في غزة يتراوح بين 200 و300 ألف طن.
4- اصدار رابط تابع لوزارة الأشغال في غزة لإستعلامات المواطنين المسجلين في مشروع حصر أضرار حرب2021.
رابط فحص أسماء المسجلين في مشروع حصر الأضرار من هنا
5- تقديم بعض الجمعيات المحلية والدولية العاملة في غزة بعض التعويضات جزء منها على شكل بدل إيجار والأخر على شكل مساعدات عينية
للمتضررين والإحتياجات الضرورية مثل خزانات مياه للوحدات السكنية المتضررة.
تابع في مقال إعادة الإعمار في غزة إلى أين؟!
معيقات الإعمار الفعلي لقطاع غزة :
1- رفض إسرائيل دخول مواد إعادة الإعمار المختلفة إلا وفق شروط معينة خاصة بموضوع الأسرى الذين تحتجزهم حماس منذ 2014م .
2-عدم تنظيم وعقد مؤتمر لإعادة الإعمار وعدم إيفاء الدول التي وعدت بمساعدات لغزة إلا عن طريق السلطة الفلسطينية الأمر الذي ترفضه حماس والحكومة والفصائل في غزة .
3-القيود التي تفرضها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة وربط إعادة الإعمار بدخول أي أموال أو مساعدات من بواباتها .
4-الفيتو الأمريكي على دخول أي مساعدات لقطاع غزة من بوابة حماس وحكومة غزة منعاً للأخيرة من الأستفادة من أي من هذه المساعدات.
ردة فعل حركة حماس على رفض دخول أموال إعادة إعمار غزة عن طريقها:
“أؤكِّد التزامنا في حماس أننا لن نأخذ قرشا واحدا جاء للإعمار في قطاع غزة، وستحرص الحركة ألا يذهب أي قرش لحماس أو لكتائب القسام“.
(يحيى السنوار)
جاءت كلمات السنوار إلى المجتمع الدولي في أول لقاء له مع الصحافيين بغزة عقب انتهاء الحرب الأخيرة. فقد أتت تصريحات السنوار ردا على الإدارة الأميركية التي اشترطت أن يكون دعمها لعملية إعمار غزة بالشراكة مع السلطة الفلسطينية في رام الله، جنبا إلى جنب مع الأمم المتحدة ومصر ودول الخليج، إذ قالت واشنطن إنها ستعمل على ضمان نقل أموال الإعمار إلى غزة مع ضمان ألا تستفيد حماس من الـ360 مليون دولار التي تعهَّدت بها واشنطن لإعادة الإعمار والتنمية الفلسطينية.
وبينما ينتظر الغزاويون بشغف تحقُّق وعود الإعمار هذه المرة، تقف الأموال المصرية والشركات الفلسطينية بانتظار مسار واضح للمُضي قُدما، وهي تأمل أن تمضي الجرارات ومعدات البناء في طريقها هذه المرة، وألا يساهم التعنُّت الإسرائيلي، والموقف الدولي من حماس، في إبقاء غزة تحت الرماد والحصار كما هي منذ عام 2006.
مقترح مجلس إعمار يضم ( حماس والسلطة):
ذكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، الثلاثاء 13/7/2021 ، عن وجود توافق مبدئي حول مقترح تشكيل “مجلس إعمار وطني” يتكون من “أهل الاختصاص” كاتحاد المقاولين والغرف التجارية والقطاع العام، إضافة للسلطة الفلسطينية وحركة حماس.
وأوضح حبيب في أحد التصريحات الصحفية، أنّ المقترح عبارة عن فكرة لم يتم البدء بتنفيذها، وأنّ ذلك جاء نتيجة حوارات بين القوى الوطنية، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ هذا المقترح حظي بموافقة عدد كبير من الفصائل الفلسطينية.
وفيما يخصّ محاولات المقاومة في الضغط على الاحتلال لرفع الحصار، أكّد القيادي بالجهاد، على أنّ كل الأدوات والخيارات لا زالت مفتوحة لإجبار الاحتلال للاستجابة لمطالب شعبنا المحقة والإنسانية.
تابع في مقال إعادة الإعمار في غزة إلى أين؟!
يذكر أنه في 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين، جراء اعتداءات “وحشية” إسرائيلية بمدينة القدس، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية المحتلة والمناطق العربية داخل إسرائيل، ثم تحول إلى مواجهة عسكرية في غزة استمرت 11 يوما وانتهت في 21 مايو/أيار.
ووفق إحصاءات حكومية صادرة في غزة، فقد جرى خلال العدوان الإسرائيلي الأخير تدمير 1447 وحدة سكنية و205 منازل بشكل كلي، فيما تضررت 13 ألف وحدة سكنية.
كما دمر الجيش الإسرائيلي عشرات المقرات الحكومية والأهلية، ومئات المنشآت الزراعية،والشوارع العامة وفق تلك الإحصاءات.