تقع الوثيقة في عشر صفحات من مقاس A4 مكتوبة بالآلة الكاتبة.
توضح الوثيقة موقف اللجنة المركزية لحركة فتح من قضيتين:
-
معركة طرابلس لبنان، التي وقعت في نوفمبر 1983م بين فريقي حركة فتح، الانشقاق مدعوماً بالقيادة العامة والصاعقة والنظام السوري، وقيادة حركة فتح برئاسة ياسر عرفات، وأسفرت عن خروج حركة فتح وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية بشكل نهائي من لبنان.
-
زيارة ياسر عرفات لمصر أثناء انتقاله من طرابلس إلى تونس بحماية من البحرية المصرية، الأمر الذي اعتبره مناوئوه بأنه ارتماء في أحضان النظام المصري المعترف بإسرائيل والمرتبط معها باتفاقية سلام مرفوضة فلسطينياً وعربياً.
وتتضمن الوثيقة عناصر سياسية كثيرة، من أهمها:
-
هجوم فتح على النظامين السوري والليبي بسبب دعمهما لحركة الانشقاق داخل فتح.
-
هجوم فتح على القوى الفلسطينية التي اصطدمت بها وتقاتلت معها في لبنان، وهذه القوى: حركة الانشقاق على فتح بقيادة نمر صالح (أبو صالح) عضو مركزية فتح، وسميح كويك (قدري) عضو مركزية فتح، وموسى مراغة (أبو موسى) عضو القيادة العسكرية لفتح، ويقف إلى جانبهم الجبهة الشعبية القيادة العامة برئاسة أحمد جبريل، وطلائع قوات التحرير الشعبية (الصاعقة).
-
فرنسا ومصر تقدِّمان العون لقوات فتح للخروج من طرابلس لبنان إلى تونس. وقد فُهم على أنها محاولة لاستقطاب فتح وقيادة منظمة التحرير باتجاه الحلول السلمية التي غدت مصر عرّابها آنذاك. وربما هذا ما أوحت به العبارة الواردة في الوثيقة: “إن معركة طرابلس كانت نهاية طريق وبداية لطريق جديدة”.
-
زيارة عرفات لمصر كانت خطوة مرتجلة أحرجت فتح وقيادة المنظمة، فأدانتها، ثم أجرت استماعاً لعرفات لفهم مبرراته ودوافه، التي اعتبرتها اللجنة المركزية خطوة خاطئة لكنها لا تعبِّر عن نهج استسلامي. لكننا اليوم نعرف إلى أين كانت تتجه الأمور.
-
تشير الوثيقة إلى رفض فتح لمبادرة ريغان التي دعت إلى حكم ذاتي مرتبط بالأردن، ورفضها كذلك لمشروع الحكم الذاتي التي نصت عليها اتفاقية كامب ديفيد.
-
أكدت اللجنة المركزية على تصعيد الكفاح المسلح بعد مرحلة طرابلس، وهو أمر أكدت ضده الأحداث والوقائع التالية.
-
أكدت الوثيقة مراراً وتكراراً على حرص قيادة فتح على القرار الوطني المستقل، والذي من أجله وفي سبيله تصادمت مع النظامين السوري والليبي باعتبارهما كانا يهدفان إلى مصادرته. وقد كان من نتيجة ذلك التوجّه نحو مصر المرفوضة فلسطينياً وعربياً بسبب توقيعها كامب ديفيد.
-
الوثيقة فتحت الباب نحو علاقات مع مصر، وسلوك طريق ونهج جديد، انتهى بالانخراط في العملية السلمية والاعتراف بإسرائيل ووقف الكفاح المسلح وإقامة سلطة فلسطينية على جزء من الأرض الفلسطينية بدون استكمال الحقوق الفلسطينية.
Reviews
There are no reviews yet.