محاضرة بعنوان ” القدس في العهد العثماني” ح2
(الفيديو في أسفل المقال)
الحياة الاقتصادية والاجتماعية في العهد العثماني
تم بناء جهاز إداري للنظام الاقتصادي في القدس عرف بالطوائف الحرفية كما شهدت أعداد السكان تذبذبا خلال العصر العثماني وذلك لأسباب طبيعية بشرية.
الصناعة
تعد الصناعة على قدر عالٍ من الأهمية، كونها تلبي احتياجات أساسية للسكان، فكانت الصناعات الغذائية والنسيجية والمعدنية والجلدية…إلخ، وقد تم بناء جهاز إداري للنظام الاقتصادي في القدس عرف بالطوائف الحرفية، وهي أن يتم تنصيب شيخ لكل طائفة يعمل على تصريف أمورها وينظم علاقاتها، ومن المهن التي درجت في هذه الطوائف الحلوانية والدباغة والنساجون، والصاغة، …ألخ.
ومن أبرز الصناعات التي كانت منتشرة في القدس صناعة الصابون، وصناعة المنسوجات، حيث كان لها رواجا كبيرا حتى أنها كانت تصدر إلى البلاد المجاورة لا سيما مصر وقبرص.
الأسواق والخانات
عبارة عن مجموعة من الدكاكين تصطف على جانبي بعض الشوارع داخل المدينة معقودة سقوفها ويتخللها فتحات لدخول الضوء، للرفق بالمتجولين فيها صيفاً وشتاءً، وكان لكل سوق مدخلان يغلقان ليلاً، أما اسواق القدس في هذا العصر فهي:
سوق التجار، سوق الجوخ، سوق الخضر، سوق الصرف، سوق. الطباخين، سوق العطارين، سوق الفخر، السوق الكبير.
الخان: عبارة عن مبنى كبير يتكون من عدد من العناصر المعمارية كل واحد منها له وظيفة معمارية وإنشائية، ومنها: خان الزيت ، خان الغادرية، خان العمارة العامرة، خان الفحم، خان الوكالة.
تابع في محاضرة بعنوان ” القدس في العهد العثماني” ح2
سوق القطانين
الأوضاع الاجتماعية:
بلغ عدد سكان القدس في القرن السادس عشر 14000 نسمة، وقد شهدت أعداد السكان تذبذبا خلال العصر العثماني وذلك لأسباب طبيعية بشرية منها انتشار الأمراض وتدني مستوى الخدمات الطبية فضلا عن الكوارث التي كانت تعصف بالمنطقة بين الفينة والأخرى.
يذكر أن أكبر خلل في عدد السكان كان في السنوات الأخيرة من الحكم العثماني حيث الحرب العالمية الأولى وحالة الجفاف وانتشار الجراد والأمراض التي فتكت باعداد كبيرة من السكان.
التنافس الأجنبي:
التنافس الأجنبي في القدس: يظهر في أواخر العهد العثماني أن وتيرة التغلغل الأجنبي بدأت متسارعة بصورة لافتة للنظر حيث تمثل ذلك بداية فتح القنصليات الأجنبية في القدس وكان أولها القنصلية البريطانية 1838م بعد أن سمح لهم محمد علي باشا بذلك، الذي كان في حينه مسيطرا على بلاد الشام جميعها، ومن ثم تقاطرت دول أخرى على فتح قنصليات لها ومن بينها روسيا، وقد تمحورت أنشطة هذه القنصليات في رعاية مصالح بلادها في القدس، والحصول على المعلومات الاستخباراتية عن هذه البلاد فضلا عن مراقبة أنشطة الدول الأخرى.
موقف الدولة العثمانية من النشاط الأجنبي في القدس:
-
قامت الدولة العثمانية بداية بمسايرة الضغوط السياسية التي كان يمارسها سفراء الدول الأجنبية ومهادنة حشوداتها العسكرية، وفضلاً عن ذلك كانت المشاكل الاقتصادية سبباً في تأخر الدولة العثمانية في إصدار موقفها من السياسات الأجنبية، لكنها قامت في المماطلة أو حتى منع اصدار افتتاح قنصليات والأذونات لشراء الأراضي لبناء القنصليات، كما ساندت السكان نشاطهم في مواجهة سياسات الدول الأجنبية.
-
كانت الحرب العالمية الأولى فرصة للعثمانيين في منع نشاط التغلغل الأجنبي في القدس على ضوء تحالفها مع ألمانيا، فجمدت النشاط القنصلي باستثناء قنصلية أمريكا وألمانية الحليفة لها.
العناصر المعمارية في القدس
قام العثمانيون بالمحافظة على سلامة المسجد الأقصى، والعمل على تقديم كل ما يحتاج إليه من تعميرات وإصلاحات وفراش وقناديل وغيرها، وتم بناء سور القدس الذي يعتبر لوحة معمارية عثمانية وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأ النشاط العمراني خارج أسوار المدينة.
سور القدس:
يعد سور القدس لوحة معمارية عثمانية بامتياز، فقد ثبت حسب ما هو مسجل في اللوحات التأسيسية المثبتة على سورها أن الذي أمر في ببنائه هو السلطان سليمان القانوني في الفترة (944-947هـ/1537-1541م).
ويبدو أن السلطان كان يرغب في النهوض بالقدس وإعادة مجدها بعد ركود أصابها أواخر العهد المملوكي، كما أن الهاجس الأمني كان سببا آخر في بناء هذا السور حيث لا بدّ من الأمن كحاجة مهمة للاستقرار، كما أن المكانة الدينية للقدس تجعل من بناء هذا السور أمرا ملحاً.
البناء خارج أسوار المدينة:
-
بدأ الانتشار العمراني خارج الأسوار في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكان من أهم الأسباب التي دفعت السكان لذلك زيادة أعداد السكان بفعل الزيادة الطبيعية والهجرة الوافدة، وتحسن الأوضاع الأمنية ومن ثم ارتفاع مستوى المعيشة بفعل تحسن مستويات الدخل فضلا عن استعمال مواد البناء الحديثة المستوردة من الأسواق الأجنبية.
تابع في محاضرة بعنوان ” القدس في العهد العثماني” ح2
مقطع سور القدس عند باب العامود
أبواب سور القدس:
-
باب العمود: ، ويعرف أيضاً بباب نابلس، وباب دمشق، وهو الباب الرئيس للقدس ويقع في الجدار الشمالي للقدس.
-
باب الساهرة: يقع في الجدار الشمالي، ويصل إلى حارة السعدية وحارة باب حطة.
-
باب الاسباط: وهو الباب الوحيد المفتوح في السور الشرقي للقدس حيث يصل ما بين المدينة وطريق اريحا عبر واد جهنم.
-
باب النبي داود وباب الخليل وباب المغاربة في الجدار الغربي للمدينة، وكذلك الباب الجديد وهو باب استحدث في السور في سنة 1899م، وكان الهدف منه تسهيل التنقل ما بين المدينة والاحياء الجديدة التي اقيمت خارج السور.
قلعة القدس:
تقع القلعة على صخرة مرتفعة بعض الشيء في القسم الغربي الجنوبي من المدينة بين باب الخليل وباب النبي داود حيث تشرف على القسم الغربي الجنوبي.
ويشير النقش التذكاري على باب القلعة إلى أن الذي بنى القلعة هو السلطان سليمان القانوني، في حين أشار الرحالة التركي اوليا جلبي أن من بناها كان السلطان سليم العثماني، وهذا يظهر أن إعادة تجديد القلعة كان في العصر العثماني، في حين أشارت مصادر سابقة لهذه الرحلة أن الذي شيّدها هو السلطان المعظم عيسى الأيوبي، يذكر أن القلعة شهدت أكثر من مرحلة لإعادة اعمارها.
وكما هو معروف بأن هناك فرق بين أبواب المسجد الأقصى وأبواب المدينة، فأبواب الأقصى هي: الأسباط، الدودارية، الغوانمة، القطانين، الناظر، المتوضأ، الحديد، السكينة، السلسلة وباب المغاربة، وجميعها في الجهة الشمالية والغربية للحرم، وهناك أبواب مغلقة في السور الشرقي منها باب الرحمة والباب الذهبي.
قلعة القدس
السرايا:
السرايا(مقر الحكومة المحلية): تقع في وسط المدينة تجاه باب الناظر حيث كان مقراً للحكومة وأجهزتها التنفيذية والعسكرية وعلى رأسها المتصرف، وفي عام 1914م جعل قائد الحربية العثماني القدس مقرا له بدلا من دمشق حيث جبهة القتال مع الحلفاء، واتخذ من عمارة الألمان على جبل الزيتون مقره المعروف بالمطلع الذي بناه الامبراطور الألماني 1910م تكريما لزوجته. وما أن دخلت الحرب حتى شهدت القدس إنشاء أول مطار فيها قرب جبل المكبر حيث حطت أول طائرة بها ضابط تركي وأخر ألماني، وكان المطار الثاني هو مطار قلنديا الذي افتتح في العشرينيات من القرن الماضي.
وكان أول خط سكة حديد في الشرق الأوسط كانت بين يافا والقدس وكان ذلك سنة 1892م.