نظرية سقوط إسرائيل
د. عصام عدوان
نظريات علمية:
استناداً إلى نظرية ابن خلدون في نظريته بشأن نشوء وارتقاء وسقوط الدول، والتي تشكِّل دورة حياة أي دولة، تماماً كحياة الإنسان، وكذلك واستناداً لنظرية عالم الاجتماع الفليلسوف الجزائري مالك بن نبي حول عوامل النهضة والأفول، فقد استنبط د. عصام عدوان دورة حياة إسرائيل، والتي تقول بأن فكرة تأسيس دولة إسرائيل طُرحت في المؤتمر الصهيوني الأول 1897م، وبعد خمسين عاماً وُلدت إسرائيل في 14/5/1948م، ثم شبّت وترعرعت وتمددت لتبلغ أقصى اتساع جغرافي لها في حرب عام 1967م، والتي تعتبر مرحلة الذروة في عمر إسرائيل.
ذروة إسرائيل:
تحديد مرحلة الذروة أمرٌ في غاية الأهمية لتحديد المسار التالي لأي دولة. ولكل دولة معيار خاص بها لتحديد ذروتها، ومرجعية ذلك إلى الأسس والمنطلقات التي تأسست عليها الدولة.
فدولة إسرائيل تأسست على التوسع والتمدّدد وطرد العرب، وقد بلغت أقصى توسع جغرافي في عام 1967م، كما لم تتمكن من تحقيق مرادها من طرد العرب كما تريد، ولذلك فقد وُلدت عوامل فنائها مع ميلادها، وهو ما جعل عمر هذه الدولة قصير بين الدول.
من بعد حرب 1967 شهدت إسرائيل سلسلة كبيرة متدحرجة من التراجعات والانتكاسات أوصلت إسرائيل إلى أن تتلقى الضربات دون أن تستطيع الرد بحجم قوتها، ودون القدرة على الإجهاز على أعدائها، بما فيهم، وأكثرهم ضَعْفاً المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهذا ما ظهر جلياً في معركة سيف القدس في مايو 2021م.
اختلال التوازن:
وبالتالي فقد بلغت إسرائيل مرحلة اختلال التوازن مع مجيئ القيادة الأمركية برئاسة دونالد ترامب، حيث يُعتبر مجيئة مرحلة فارقة وسلبية في عمر إسرائيل. هذا يعني أن إسرائيل أمضت خمسين سنة في التراجع المتدرِّج منذ 1967 إلى 2017م، وبالتالي فمن المؤكد أن الفترة المتبقة لسقوطها المدوّي ستكون في مدة أقل.