محاضرة بعنوان ” الاحتلال الصليبي لبيت المقدس”

محاضرة بعنوان ” الاحتلال الصليبي لبيت المقدس”

(فيديو المحاضرة في الأسفل)

وصول الحملة الصليبية الأولى إلى أسوار المدينة المقدسة وحصارها 1099م

وصلت طلائع القوات الصليبية أسوار المدينة المقدسة في السابع من يونيو(حزيران) 1099م وشرعت في حصارها والتضييق عليها حتى تمكنت هذه القوات في النهاية من اقتحام أسوارها.

أدرك المسلمون خطر الحملة الصليبية الأولى على فلسطين بعامة والقدس بخاصة ، ولهذا اتخذوا مجموعة من التدابير رغبة منهم في حماية المدينة والدفاع عنها ، ومن هذه التدابير:

• طم وإفساد ما يقع حول المدينة من مياه الينابيع والعيون لمنع الصليبيين من الاستفادة منها .

• إخفاء الماشية والقطعان في الكهوف والمغاور.

• تقوية تحصينات المدينة والتأكد من سلامة أسوارها.

• إخراج المسيحيين من المدينة خشية تعاون بعضهم مع الصليبيين.

استيلاء الصليبيين على المدينة وارتكاب مذبحة بحق سكانها

استولى الصليبيون على المدينة يوم الجمعة الموافق الخامس عشر من تموز 1099م أي بعد زهاء أربعين يوما من حصارها.

تابع في محاضرة بعنوان ” الاحتلال الصليبي لبيت المقدس”

وبعد نجاح الصليبيين في اقتحام المدينة أقدموا على ارتكاب مجزرة مروعة بحق سكانها ، حيث بلغ عدد القتلى حوالي سبعين ألفا على حد قول المؤرخ ابن الاثير ، بينما تذكر بعض المصادر الغربية أن عدد القتلى في ساحة المسجد الأقصى بلغ عشرة آلاف.

التغييرات الطبوغرافية التي أحدثها الصليبيون في القدس

التغييرات الطوبوغرافية التي أحدثها الصليبيون في القدس يمكن تصنيفيها في صنفين:

1. تغيير وظيفي في بعض المباني القائمة لكي تخدم أغراضا جديدة ومن ذلك: تحويل مدرسة الشافعية إلى كنيسة (القديسة حنة). أصبح المسجد الأقصى مقرا للملك الصليبي ، ثم أصبح مقرا لفرسان الداوية أصبح مسجد قبة الصخرة هيكل الرب.

2. إنشاء مبان جديدة لتلبية حاجات السكان الجدد ومن ذلك : بناء قصر جديد للملك الصليبي شرقي برج داود.شيدت فنادق وأنزال للحجاج الأوروبيين والشرقيين في أنحاء مختلفة من المدينة . غيّرت أسماء أبواب المدينة وشوارعها.

كنيسة القديسة حنة

استيطان الصليبيين في المدينة

تابع  في محاضرة بعنوان ” الاحتلال الصليبي لبيت المقدس”

أدّت المذبحة التي ارتكبها الصليبيون 1099م إلى إخلاء المدينة من جميع سكانها السابقين ، وحل محلهم الصليبيون الذين احتلوا مساكنها واستولوا على كل ما وجدوا فيها . ولكن الذين دخلوا القدس لم يبقوا ولم يستقروا جميعا فيها ، فمعظم أولئك الذين شاركوا في الاستيلاء على المدينة المقدسة غادروها إلى بلادهم الأصلية أو إلى مناطق أخرى احتلها الصليبيون وبخاصة المدن الساحلية .

وفي هذا الشأن يقول المؤرخ الصليبي وليم الصوري “وكان سكان قطرنا قليلي العدد قلة ملحوظة ويعيشون في فقر مدقع حيث أنهم كانوا أقل من أن يشغلوا شارعا من شوارعها”.

وهذا بطبيعة الحال جعل الصليبيين في السنوات الأولى التي تلت الاحتلال يعيشون حالة من الخوف وانعدام الطمأنينة.

 فما هي الإجراءات التي قام بها الملك الصليبي بلدوين الأول لحل مشكلة نقص العنصر البشري في المدينة المقدسة؟

• تشجيعه للنصارى المقيمين شرقي نهر الأردن بالقدوم إلى المدينة بعد أن وعدهم بأوضاع معيشية أفضل.

• منح الملك السكان الجدد جزءا كبيرا من المدينة.

• شجع التزاوج بين المسيحيين الشرقيين والمسيحيين الغربيين.

ونضيف أمرا آخر يتعلق بزيادة عدد سكان المدينة المقدسة ، فقد دعا الملك بلدوين الثاني 1120م إلى إصدار قانون يعفي بموجبه جميع المواد الغذائية من الرسوم الجمركية ، وبخاصة الواردة منها إلى القدس .

 أهم المستوطنات التي أنشأها الصليبيون في ريف القدس:

• مستوطنة البيرة وعرفت باسم “Magna Mahumeria” أي منطقة التعبد الكبرى ، وكانت أراضي هذه المستوطنة تزرع بمحاصيل عدة وخضعت لرجال الدين اللاتين .

• مستوطنة القبيبة وعرفت باسم “Parva Mahumeria” أي منطقة التعبد الصغرى.

• وعمل سكان هذه المستوطنة بأعمال الحدادة والنجارة وصناعة الأحذية إلى جانب العمل في مجال الزراعة والعناية بالحدائق والبساتين.