مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

مشعل يرسم استراتيجية لحماية القدس والمسجد الأقصى

مشعل يرسم استراتيجية لحماية القدس والمسجد الأقصى

مشعل يرسم استراتيجية لحماية القدس والمسجد الأقصى

 

كتب: عماد عفانة

تمثل دعوة رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج خالد مشعل لإثارة الرأي العام الدولي حول اعتداءات الاحتلال على القدس و”الأقصى، استجابة واجبة لحجم التحديات المتنامية التي تواجهها المدينة المقدسة، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك، مع تصاعد محاولات العدو الصهيوني تثبيت وقائع يهودية فيه، على طريق إقامة هيكله المزعوم فوق أنقاض المسجد الأقصى الذي يواصل نقبه بالأنفاق التي تتلوى تحته كالثعبان.

 

يعمل العدو الصهيوأمريكي ومنذ سنوات طويلة على اثارة النزاعات والصراعات في الشرق الأوسط، كي ينشغل الجميع بإطفاء الحرائق كل في منطقته، عن الانشغال بإطفاء الحريق المركزي المشتعل في فلسطين منذ النكبة 1948في فلسطين، وتحديدا في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك، حتى غدت جرائم العدو في الأراضي الفلسطينية عامة وفي المدينة المقدسة على وجه الخصوص حدث اعتيادي، ولم يعد يثير أحد في الرأي العام العربي او الإسلامي او العالمي، من هنا جاءت دعوة مشعل الهامة في هذا الوقت الحساس والخطير، لإعادة وضع اعتداءات الاحتلال على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، في مقدمة أجندة الرأي العام الدوليّ، لتعود فلسطين والأقصى محط اهتمام صناع القرار الدولي.

 

ولن نستطيع كشعب فلسطيني أن نضع قضية القدس والمسجد الأقصى على الأجندة الدولية إلا إذا استطعنا وضعها على رأس أجندة المقاومة، وفي مقدمة أجندة الشعب الفلسطيني، وفي مقدمة اهتمامات الأمة بقواها وحكوماتها، وهذه التراتبية في الاهتمام بقضية القدس والأقصى، مرتبطة ارتباطا هرميا، تبدأ بالمرحلة الأولى بوضعها على رأس أجندة المقاومة، ثم تبدأ المستويات الأخرى الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية بأخذ دورها تباعا، طبقا لمدى تأثير المقاومة على المشهد والأجندة الإقليمية والدولية، تماماً كما حدث ابان معركة سيف القدس، التي انتصرت فيها المقاومة لطهر المسجد الأقصى المبارك من تدنيس مسيرة الاعلام الصهيونية، فثار الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده، وثارت معه شعوب الامة العربية والإسلامية وأحرار العالم.

تابع في مشعل يرسم استراتيجية لحماية القدس والمسجد الأقصى

ومشعل ذلك القائد العتيق في المقاومة، والذي نجا من محاولة اغتيال صهيونية جبانة في الأردن في 25 سبتمبر 1997، وتوجت بالإفراج عن شيخ المقاومة الشهيد أحمد ياسين، يبدو أنه قرأ هذه المعادلة بشكل جيد، فرفع صوته مخاطبا الجميع، لماذا سنخجل من قول إن عنوان صراعنا هو الأقصى والقدس، في الوقت الذي لا يستحيي فيه الاحتلال من الكشف عن وجهه الديني المتطرف.’

 

وها هو مشعل يرسم الاستراتيجية المضادة لاستراتيجية الأعداء، والقائمة على اشعال الحرائق، ونبش الصراعات، واثارة النعرات، وصناعة الحروب في المنطقة، كي ينشغل الجميع بهمومه، فيما يتفرغ العدو للاستفراد بفلسطين وبالقدس والأقصى مصادرةً وتهويداً.
فيعلن مشعل ان خطة التصدي لاستراتيجية الأعداء هذه قائمة على اشغال العدو عن القدس وعن المسجد الأقصى المبارك، وذلك عبر العمل على فتح جبهات المقاومة في جميع مواقعها الطبيعية والمفترضة؛ واصفا إياها بأنها أكبر حماية للمسجد الأقصى، فهل ستعمل حماس ومعها جميع قوى المقاومة في قابل الأيام على اشعال الجبهات المحيطة بالعدو، الأردن، سوريا، لبنان، ومصر، والبدء بتنفيذ عمليات مقاومة ومشاغلة لإجبار العدو على رفع يده عن القدس والأقصى المهدد بالهدم والمصادرة!

 

علماً ان أن المطبعين الذين يوجهون أكبر الإساءات للمسجد الأقصى المبارك، لن يستطيعوا في ظل اشعال الجبهات حول العدو، مواصلة عارهم في التغطية على جماعات الهيكل؛ الذين يحضرون للسيطرة على المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني ثم المكاني رويدًا رويدًا.

 

ان نجاح استراتيجية مشعل الجديدة ستتغلب حتما على ضعف موقف القيادة الفلسطينية المتخاذل والمترهل، وسيكون لها بالغ الأثر في تضميد جراح الأمة النازفة، وستضع حدا لأحلام العدو بالسيطرة على المسجد الأقصى المبارك.

 

غير أن نجاح استراتيجية مشعل مرتبطا ارتباطا وثيقا باستمرار صمود أهلنا المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، ومرتبط أيضا بتنامي هذه الظاهرة لتعم جميع أهلنا في الداخل الفلسطيني، الذين يشهد لهم بلعب دور مركزي وبالغ الأهمية في افشال مخططات العدو للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك، وتهويد المدينة المقدسة، من خلال مرابطتهم فيه، ومن خلال دعمهم المتواصل لصمود أهله بكافة السبل والوسائل، بالإنابة عن أكثر من مليار مسلم في الذود عن المسجد الأقصى المبارك.