مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

مَن هو حاكم فلسطين القادم؟

حلقة عن حاكم فلسطين القادم

مَن هو حاكم فلسطين القادم؟

سلسلة وعد الآخرة (1)

د. عصام عدوان

 

الذين يحلمون بتحرير فلسطين، عليهم أن يكونوا واقعيين، موضوعيين، ينتهجون التخطيط الاستراتيجي، وعدم الاتكالية. التحرير بحاجة إلى تخطيط، ومعركة التحرير القادمة تحتاج تحضيرات كثيرة وعظيمة، أولها: مَن هي القيادة التي ستدير المعركة، وستتصرف بمقدرات البلاد المحرَّرة خلال وبعد المعركة؟ هل يجوز أن يُترك هذا الأمر بدون تحضير، إلى أن تبدأ المعركة؟ أبشركم: لن تبدأ المعركة قبل أن يكون معروفاً الهيئة القيادية والقائد العام للبلاد.

 

تجربة الصهيونية:

 

إن توافر قوى عظمى وإمكانات ضخمة كانت إلى جانب المنظمة الصهيونية العالمية وبريطانيا العظمى، لم تمنعهم من التخطيط المبكر جداً لتحقيق أهدافهم بتحويل فلسطين إلى دولة يهودية مسيطرة في المنطقة.

 

التخطيط الواعي:

 

ولا يقول عاقل بأن إنهاء هذا الوضع، وإعادة فلسطين إلى حظيرتها الإسلامية يمكن أن يتم بشكل مرتجل أو انفعالي. إن المنطق السوي يفرض التخطيط الجيد لكل خطوة نحو تحرير فلسطين وعودتها إلى الأمة الإسلامية، وإن تأخرت الأمة العربية والإسلامية في القيام بالتخطيط لتحرير فلسطين، فإنه ما من شيء يعفيها من التخطيط منذ اللحظة، وبدون القيام بالتخطيط المناسب لتحرير فلسطين؛ فإن الأمة آثمة حتى ينبري من بينها من يقوم بذلك. ولذلك كانت هيئة وعد الآخرة.

 

المسئولية الجماعية:

 

تحرير فلسطين وتحقيق وعد الآخرة هو مسئولية جماعية تقع على عاتق الأمة كلها، يتقدمها الشعب الفلسطيني، الذي يشكِّل رأس الحربة في مواجهة المحتل، حيث يمتلك كل الدوافع لتحرير أرضه وممتلكاته ومقدساته. وحيث أن التحرير مسئولية جماعية، فقد وجب وضع خطة توظِّف طاقات الأمة، وتوزِّع الأدوار على مكوناتها، كلٌ حسب قدراته.

 

حاكم فلسطين والهيئة القيادية:

 

هذه العملية بحاجة لجهة سيادية تشرف عليها في كل مراحلها تخطيطاً وتنفيذاً، ولذلك جاء التفكير في “هيئة تحرير فلسطين“.

 

الدوافع والمبررات:

 

  1. فلسطين أرض إسلامية قدّسها الله تعالى، وجعل فيها المسجد الأقصى المبارك، ولذلك لا يمكن إسقاط دور الأمة الإسلامية من مسئولية تحرير فلسطين والحفاظ عليها وعلى مقدساتها. ولذلك وجب التفكير في آلية تُشرك الأمة في أعباء التحرير تخطيطاً وتنفيذاً.
  2. لا توجد هيئة عربية أو إسلامية أو دولية تعلن مسئوليتها عن تحرير فلسطين، ولذلك وجَبَ إيجادها.
  3. لا تصلح أياً من المنظمات الفلسطينية أو العربية أو الإسلامية أو الدولية القائمة حالياً لتكون هيئة جامعة للأمة الإسلامية في مهمة تحرير فلسطين، وذلك لأسباب بنيوية، وأيديولوجية، وعملياتية.
  4. إن عبء تحرير فلسطين لا يقتصر على الدور التحضيري، ولا حتى التنفيذي، بل يحتاج إلى مظلة ذات بعد أممي تمنح الشرعية لجهود التحرير قبل وأثناء وبعد التحرير.
  5. إن قيام بعض المنظمات الفلسطينية – لو استطاعت – بأعباء التحرير، لن يمنحها الشرعية الدولية للاستمرار في عملها حتى تنجز مهمتها، ولذلك ظهرت الحاجة لانضمام منظمات وأحزاب وكيانات شعبية، بل ورسمية أيضاً، تستطيع أن تنال حظاً من المشروعية الدولية، فيما يشبه الحلف الدولي.

 مَن هو حاكم فلسطين القادم ؟

 

وما مهام هيئته القيادية؟

    1. توفير مظلة دولية لجهود تحرير فلسطين في كافة مراحلها القادمة.
    2. وضع الخطط الكفيلة بتحرير فلسطين.
    3. منح جهود تحرير فلسطين مشروعية دولية.
    4. تنظيم شئون فلسطين أثناء عملية تحريرها وفي الفترة الانتقالية التي تليها لمدة عام.
    5. العمل على توفير الاحتياجات الماديةالتي تتطلبها جهود تحرير فلسطين.