محاضرة بعنوان ” أسماء القدس” للدكتور/ عصام عدوان
(فيديو المحاضرة في نهاية المقالة)
أسماء القدس قبل الإسلام:
وردت أقدم تسمية للقدس في نصوص اللغة المصرية التي تعود إلى 1800ق.م، أي منذ زمن الأسرة الملكية الثانية عشر المصرية، فكانت: “أوروساليما” “Urusalimum ” بما يدلنا على أن أصول هذه التسمية كنعانية وتعني مدينة الإله سالم أو إله السلام، ويتكرر اسم إله السلام كثيرا في كتابات رأس شمرة ” أوغاريت” الواقعة على الساحل الشمالي لسوريا، بالقرب من مدينة اللاذقية. ومن المرجّح أنه اسم من أسماء الله: “السلام”.
لقد ورد اسم القدس أيضا في نصوص رسائل تل العمارنة المصرية التي تعود إلى حوالي 1400ق.م ومجموع هذه الرسائل (400) رسالة، أرسلها ملوك مدن بلاد الشام للفرعون، وهي مكتوبة بخط مسماري وبلغة أكادية على ألواح طينية وست رسائل منها والتي أرقامها (EA 285- 290) مرسلة من حاكم “أوروسالم” “u- ru- sa – lim”
وكلمة “أور” “URU” بالأكادية تعني مدينة أو حصن، وبذلك يكون المعنى مدينة أو حصن سالم، أو مدينة السلام: أي مدينة الله.
كما ورد اسم القدس في أكثر من مكان في وثائق بلاد الرافدين، إذ ورد اسم “ur- sa – li- im – mu” كاسم لمدينة في فلسطين على رقم طيني من زمن الملك الآشوري سنحاريب مؤرخ لسنة 691 ق.م .
ومما لا ريب فيه أن اسم المكان يطابق موقع القدس الحالي، ومن الثابت أيضا أن الملك الكلداني نبوخذ نصر قد هاجم فلسطين في السنة السابعة من حكمه ( حوالي 598/ 597 ق.م) واحتل مدينة القدس، ولكن اسمها ورد على شكل alja- a- hu- du ( مدينة يهوذا).
أما خلال الفترة الأخمينية / الفارسية ( حوالي 536 / 333 ق . م) فقد كتب اسم ” Yrslm” عبري قديم أو على شكل :Yhd أو yhwe” بالخط الآرامي على عدد من طبعات الاختام من هذه المرحلة، ويعتقد كثير من الدارسين أن اسم المكان هذا يخص مدينة القدس الحالية.
كما ورد اسم القدس في التوراة أكثر من (600) مرة بأشكال وبمعان مختلفة، أكثرها ترددا “
يروسلايم
” “Yrwslm ” والذي يلفظ “Yerusalayim” ، وربما كان هذا الاسم كنعانيا ومركبا على شكل “Yeru-slm” أي مدينة الإله سالم.
وورد في التوراة اسم يبوس “ybw” وهو مشتق من الاسم “يبوسيين” وهم سكان القدس خلال العصور البرونزية الحديثة.
تابع في محاضرة بعنوان ” أسماء القدس”
أما خلال العهود الهلنستية والرومانية والبيزنطية ( من حوالي 333 ق. م وحتى 636 م) فقد ورد اسم القدس مكتوبا في النصوص اللاتينية واليوناينة والآرامية والعبرية وبأشكال مختلفة، فمثلا ورد في اليونانية على شكل “Hierosoluma ” وكذلك ” Ierousalem ” ، اما في اللاتينية فقد ورد على شكل ” Hierosolyma” و ” Ierousalem ” و ” Ieroslyma” و “Hierusalem” و “Hieroslouma” أي أن الاسم قد كتب من قبل كتاب العهد القديم اليونانيين على شكل “Ierusalem” وكتاب العهد الجديد “Hierusalem “.
أما الاسم “إيليا كابيتولينا” “Colonia Aelia Capitolina ” فقد أطلقه الإمبراطور الروماني هدريان “Aelius Hadrianus ” على المدينة وهو مأخوذ من اسم هذا الإمبراطور ومن اسم الإله الروماني “Jupiter Capitolinus ” وقد أصبحت المدينة عاصمة لولاية سوريا وفلسطين “Provincia Syria Palaestina ” وبقي هذا الاسم قيد الاستعمال حتى بعد دخول الإسلام، فقد ورد اسمها في العُهدة العمرية “إيلياء”، واستمر اسمها كذلك حتى نهاية العصر الأموي، وفي بداية العصر العباسي أطلق عليها المسلمون اسم ” بيت المقدس”، كما استخدم أهل القدس وبلاد الشام في الفترة نفسها اسم “القدس”.
خلال الاحتلال الصليبي، سُمين “مملكة بيت المقدس”، وفي العهد العثماني استخدم العثمانيون لفظ “قدس شريف” من باب تشريف القدس لمكانتها.
فيديو محاضرة بعنوان ” أسماء القدس” للدكتور / عصام عدوان
https://www.youtube.com/watch?v=uGHpgERBNBk&list=PLVHdznIg0A0TX3ulO9MH3bxkO8OgxOO0v&index=7