لا تصدقوا تركي الفيصل
كتب/ د. أسعد أبو شرخ
تابعت باهتمام تصريحات تركي الفيصل في منتدى التطبيع في البحرين والذي انتقد به سلوك ‘اسرا ئيل’ قائلا انها
دولة استعمارية اجنبية وما اثار انتباهي اكثر هو الاطراء الشديد من حماس والسلطة والتسابق في تدبيج ماهو
اقرب الى لغة التزلف فمثلا قال الناطق باسم حماس هذا هو الموقف القومي العربي الحقيقي وكأن حماس تؤمن بالقومية العربية.
واستمعت الى عبارات الاطراء الشديد من ممثلين عن السلطة بل ومحلليها السياسيين اذ انهم نفوا وصمة التطبيع عن السعودية ولنا بعض الملاحظات.
في التحليل السياسي يجب ان نأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل نذكر منها الموضوع او التصريح وصاحب التصريح
ومكان التصريح وزمان التصريح ومناسبة التصريح وجمهور التصريح والوسيلة الاعلامية والصحفية والتليفزيونة
واللغة المستخدمة والمفردات المستخدمة وموقع القائل السياسي اي ما أهميته في الدولة وهل ما زال على
رأس عمله ام انه متقاعد او مسؤول سابق ثم هل يتكلم بصفة شخصية ام يعبر عن رأي دولته .
أولاً/ انه قال انه يعبر عن رأيه الشخصي.
ثانياً/ انه عبر عن راأيه في منتدى تطبيعي كان يجب ان يعترض عليه ولا يحضره بل ويطلب من البحرين عدم عقده
ومجرد حضوره يعني انه موافق على التطبيع ونحن نعرف ان البحرين لا تخرج عما تريد الاسرة الحاكمة في السعودية.
ثالثاً /انه ليس على رأس عمله ولا يعبر عن سياسة بلاده الرسمية فيما صدر عنه من تصريح.
رابعاً/ هذا الامير هو من اوائل المطبعين ورايناه في اكثر من منتدي في اوروبا مع الاسرائيليين وكان حديثه مختلفا.
خامساً/ هو وبندر زوج اخته من كبار المطبعين والمتواصليين مع الاسرائيليين سرا وعلنا.
سادساً/ هو قدم توصيفا لسلوك اسرائيل وما تمارسه ضد الفلسطينيين وهذا الكلام يمكن ان يقوله اي انسان
ولكنه مثلا لم يقل اننا سنقاطع اسرائيل او ندعم حركة المقاطعة BDSوهي حركة قانونية .
تابع في لا تصدقوا تركي الفيصل
ولها الكثير من الداعمين على مستوى العالم سابعا لم يلق كلمته ويخرج محتجا على وجود وزير الحرب السابق
الجنرال الذي شن حروب تدميرية على غزة ولبنان ثامنا قال كلمته في أعقاب الزيارة الفضيحة التي قام بها نتنياهو
الى ارض الحرمين الشريفين والتي تسربت بخبث شديد والتي لم ينفها حتى نتنياهو الذي قال لا تصدقوا كل
شيء يقال في الاعلام وهذا الرد المقتضب يأتي في سياق الغموض البناء ولا يعني انه نفى الامر.
وكما اوردت الصحافة قام بعمل هذا التصريح بناء عل طلب من كوشنر تاسعا كانت هناك العديد من الزيارات للكيان
الصهيوني من مسؤولين سعوديين وعلى رأسهم الجنرال عشقي وآخرين وهذا عندما كان تركي المسؤول الامني
رقم واحد في السعودية عاشرا لماذا لم نسمع مثل هذا التصريح وبنفس اللغة والقوة من الملك او ولي عهده او
وزير الخارجية مثلا في منتدي العشرين الذي جرى في السعودية بحضور اقوى عشرين دولة في العالم حادي عشر.
ببدو ان زيارة نتنياهو وكذالك حملة التطبيع المتواصلة وفضحها في الاعلام مست بمكانة ال سعود واخذت الكثير
من رصيدهم وخاصة زيارة نتنياهو السرية التي يقال ان الملك سليمان لم يعلم بها لهذا طلب من امير بلا
مسؤوليات ان يصرخ بهذا التصريح الذين يمكن بسهوله التخلص منه بالقول ان تركي لا يعبر عن رأي الدولة بل عن
رأيه الشخصي ورأي الدولة يمكن ان تأخذوه من وزير الخارجية مثلا .