نظرة طلاب جامعات قطاع غزة تجاه مشكلات التعليم الإلكتروني في ظل جائحة كورونا
يجري مركز الشرق للأبحاث والثقافة استطلاعات رأي في الموضوعات المختلفة، لتعريف الرأي العام والباحثين والسياسيين والمعنيين، بتوجهات الفئات المستطلَعة آراؤهم تجاه القضايا المختلفة.
كما يحرص مركز الشرق للأبحاث والثقافة على الحيادية والموضوعية التامة في كل استطلاعاته، ولذلك لا يتم السؤال عن الاسم أو العنوان، ولا يتم جمع أية معلومات شخصية عن الأشخاص المشاركين في الاستطلاع، بهدف منح المجيب أكبر قدر من الأمان الشخصي وصولاً إلى إجابات موضوعية ومجرّدة.
في هذا الاستطلاع تم توجيه الأسئلة إلى طلاب الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة. وقد اقتصر الاستطلاع على طلاب أربع جامعات، هي الأكبر في قطاع غزة: جامعة القدس المفتوحة، والجامعة الإسلامية، وجامعة الأقصى، وجامعة الأزهر. وقد تم الوصول للطلاب من خلال رابط خاص لا يتم عرضه على صفحة الموقع الإلكتروني للمركز، وتم إرساله إليهم عبر المجموعات الطلابية وبعض أعضاء هيئات التدريس في الجامعات. وقد قام بالإجابة على الاستطلاع 237 طالباً.
انقسم الاستطلاع إلى محورين:
المحور الأول تناول المعلومات الأساسية للفئات المستطلَعة، مثل الجنس، والمستوى، والجامعة.
فقد شمل الاستطلاع 95 ذكراً بنسبة 40.1%، و142 أنثى بنسبة 59.9%.
ومن حيث مشاركة الطلاب من الجامعات، فقد بلغ عدد المشاركين في الاستطلاع من جامعة القدس المفتوحة 91 طالباً بنسبة 38.6% وهم النسبة الأكبر، ومن جامعة الأقصى 74 طالباً بنسبة 31.4%، ومن الجامعة الإسلامية 40 طالباً بنسبة 15.6%، ومن جامعة الأزهر 32 طالباً بنسبة 14.3%.
وجدير بالذكر أنه ليس من علاقة بين عدد المشاركين من طلاب هذه الجامعات وبين نتائج الاستطلاع، فقد تم اعتباره عاملاً محايداً يخضع لقدرة الوصول إلى أعداد المشاركين من الطلاب، ليس أكثر.
تابع في نتائج استطلاع رأي طلاب الجامعات تجاه مشكلات التعليم الإلكتروني
ومن حيث المستوى الدراسي، فقد شارك في الاستطلاع 147 طالباً من المستوى الأول الجامعي، بنسبة 62%، وتوزعت أعداد الطلاب المتبقين على المستويات الأخرى كافة، فكان مجموعهم 90 طالباً، بنسبة 38%.
ومن حيث التخصصات الدراسية، فقد بلغت نسبة المشاركين من طلاب العلوم الإنسانية والشرعية 172 طالباً، بنسبة 72.6%، بينما توزعت الأعداد المتبقية على التخصصات الأخرى، فكان مجموعها 65 طالباً، بنسبة 27.4%. وبالتالي فإن النسبة الأكبر من مجيبي الاستطلاع هم من الطلاب الأقل استخداماً لتكنولوجيا الحاسوب في مجال دراستهم، بالإضافة إلى ذلك، فإن النسبة الأكبر من طلاب السنة الأولى غير المعتادين على التعليم الإلكتروني من قبل.
المحور الثاني تناول موضوع الاستطلاع، واشتمل على خمس أسئلة:
السؤال الأول: أواجه مشكلة نظام امتحانات لا يمنع الغش:
أظهرت نتائج المشاركين أن 62 طالباً بنسبة 26.3% يرون نظام الامتحانات الإلكتروني البيتي لا يمنع الغش بنسبة قليلة جداً، و83 طالباً بنسبة 34.8% يرونه لا يمنع بنسبة قليلة، و42 طالباً بنسبة 17.9% يرونه لا يمنع الغش بنسبة كبيرة، و50 طالباً بنسبة 21% يرونه لا يمنع الغش بنسبة كبيرة جداً. وهكذا فإن غالبية الطلاب (62 + 83 طالباً بنسبة 61.1%) لا يرون مشكلة مع نظام الامتحانات الإلكتروني البيتي.
قد يكون سبب ذلك إلى أحد احتمالين: الأول أن هؤلاء الطلاب يخشون من تشديد نظام الامتحانات فيما لو أجابوا بأنه يساعد على الغش. والثاني أنهم رأوا فيه راحة وسهولة دون الحاجة للغش. بينما تشير نسبة 38.9% من الطلاب الآخرين إلى اعتبارهم هذا النظام من الامتحانات يساعد على الغش. قد يكون هؤلاء الطلاب ممن يخشون على منافستهم الحقيقية في ظل أجواء تتيح الغش وتمكِّن الطلبة الضِّعاف من التفوق.
وقد يكونوا ممن شارك في عملية غش وتبيَّن له إمكانية ذلك. أو ممن يرغبون في تحصين الامتحانات من أية احتمالات للتشكيك بها. ومهما يكن الأمر، فإنه من الضروري على الجهات المسئولة عن الامتحانات في هذه الجامعات وغيرها أن يحتاطوا من فرص الغش، والعمل على تطوير أدوات الامتحان لضمان نزاهة الامتحانات.
السؤال الثاني: مشكلة صعوبة إجراء مراجعة:
يرى 31 طالباً بنسبة 13% أن هذه المشكلة قليلة جداً، ومثلهم تماماً يرون أنها قليلة. بينما يرى 61 طالباً بنسبة 25.6% بأن هذه المشكلة كبيرة وأن 114 طالباً بنسبة 48.4% يرونها كبيرة جداً. وبالتالي فإن مَن يرونها مشكلة تصل نسبتهم إلى 74%، مما يشير إلى وجود مشكلة حقيقية لدى معظم الطلاب، آخذين في الاعتبار أن غالبية المستطلعة آراؤهم هم من طلاب السنة الأولى، الأقل دراية بإجراءات الجامعة. وهذا يستوجب من إدارة الامتحانات في الجامعات لتذليل سبل المراجعة.
السؤال الثالث: توجد مساقات لا يناسبها التعليم الالكتروني:
يرى 27 طالباً بنسبة 11.6% أن المساقات التي لا يناسبها التعليم الإلكتروني قليلة جداً، و62 طالباً بنسبة 26.3% يرونها قليلة، بينما يرها كبيرة 81 طالباً بنسبة 33.9%، و67 طالباً بنسبة 28.1% يرونها كبيرة جداً. وهكذا، فإن نسبة 62% من الطلاب يرون أن كثير من المساقات لا يناسبها التعليم الإلكتروني.
ومن هذه المقررات التي ذكرها الطلاب ويرون عدم مناسبتها للتعليم الإلكتروني، وجميعها تنتمي للعلوم التطبيقية:
-
مبادئ محاسبة
-
مواد الحاسوب.
-
المواد العلمية.
-
الإحصاء والرياضيات.
بينما ذكر الطلاب مقررات يناسبها التعليم الالكتروني، وجميعها تنتمي للعلوم الإنسانية:
-
الصرف والنحو.
-
مبادئ علم الاجتماع.
-
الاستعمار وحركات التحرر.
-
فلسطين والقضية.
السؤال الرابع: التصاميم الإلكترونية معدَّة سلفاً لكل المقررات:
يرى 52 طالباً بنسبة 21.9% أن التصاميم الإلكترونية المعدَّة للمقررات قليلة جداً، و108 طالباً بنسبة 45.5% يرونها قليلة، بينما يراها 54 طالباً بنسبة 22.8% كثيرة، و23 طالباً بنسبة 9.8% يرونها كثيرة جداً. وهكذا فإن غالبية الطلاب، بنسبة 67.4% يرون التصاميم الإلكترونية للمقررات قليلة.
ولا شك أن غالبية الطلاب المستطلَعة آراؤهم من ذوي العلوم الإنسانية والشرعية، يندرجون ضمن هذه النسبة الكبيرة. وهذا يستوجب من إدارات الجامعات والأكاديميين إيلاء التصاميم الإلكترونية لمقرراتهم أهمية أكبر.
السؤال الخامس: تتوفر تدريبات كافية على أسئلة الامتحانات لكل مقرر:
أشار 71 طالباً بنسبة 29.9% إلى كون تدريبات أسئلة الامتحانات، أو الامتحانات التجريبية للمقررات قليلة جداً، واعتبرها 111 طالباً بنسبة 46.9% قليلة، بينما اعتبرها 49 طالباً بنسبة 20.5% كثيرة، واكتفى 6 طلاب فقط بنسبة 2.7% بالقول أن التدريبات كثيرة جداً.
وهذا يشير إلى أن غالبية الطلاب تتوقع تدريبات كثيرة للأسئلة، حيث أشار 76.8% من الطلاب إلى أن التدريبات قليلة. الأمر الذي يستدعي من الأكاديميين أعضاء هيئات التدريس والإدارات الأكاديمية في الجامعات لتوفير امتحانات تجريبية للمقررات وتوفير أعداد كافية من الأسئلة التدريبية بين أيدي الطلاب ليتدربوا عليها في ظل التعليم الإلكتروني.
خلاصة استطلاع رأي طلاب الجامعات تجاه مشكلات التعليم الإلكتروني:
-
أجاب على الاستطلاع 237 طالباً من أربع جامعات في قطاع غزة، كانت نسبة الإناث بينهم حوالي 60%، وحوالي 62% من طلاب المستوى الأول، وحوالي 73% من طلبة العلوم الإنسانية والشرعية.
-
61 % من الطلاب المستطلعة آراؤهم لا يرون مشكلة مع نظام الامتحانات الإلكتروني البيتي.
-
74% من عيّنة الاستطلاع يرون وجود مشكلة في نظام مراجعة الامتحانات في ظل التعليم الإلكتروني.
-
62% من عيّنة الاستطلاع يرون أن كثير من المساقات لا يناسبها التعليم الإلكتروني.
-
67% من عيّنة الاستطلاع يرون التصاميم الإلكترونية للمقررات قليلة.
-
77% من عيّنة الاستطلاع يرون التدريبات والامتحانات التجريبية قليلة.