مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

الخطوة الأولى لاستقرار المجتمع والتوجه للمعافاة والنهوض

الخطوة-الأولى-لاستقرار-المجتمع-والتوجه-للمعافاة-والنهوض

الخطوة الأولى لاستقرار المجتمع والتوجه للمعافاة والنهوض

 

بقلم / د. علي لاغا
المؤسسة العالية للبحث العلمي
15/11/2021

 

إن الدول الناشطة اقتصادياً تنشئ سوقاً حرة للتبادل التجاري، هذه السوق لا سيطرة عليها من السلطات بل هي مساحة للعلاقات الاقتصادية والعرض والطلب للمختلفين والمتفقين على حدٍ سواء والدول المتحاربة تتفق على منطقة محايدة للتفاوض بعيداً عن أدوات الدمار وحلبات الصراع والموت ، حتى الخصوم تجتمع عند طرف محايد لحل مشاكلها .

 

قياساً على ماسبق فإن مجتمعاً مضطرباً مثلما هو حال لبنان يلزمه حُكْماً ملاذات آمنة ومُحايدة بحيث منها تبدأ عملية الانتعاش والمعافات ، خاصة أنه حلت بالبلاد جُلُجُلَة قد تفتت مابقي فيه من تماسك وأمل حياة ، الانتخابات النيابية ثم رئاسة الجمهورية،سنة عجاف يصعب تحملها لدول مزدهرة.

 

وكما هو معلوم فإن الحملات الإعلامية بين المرشحين والأحزاب ليست من يُصلح أكثر ولديه مشروعاً نهضوياً أفضل ، وتاريخ كل فريق معروف ، بل هو صراع أعداء إلى حد انتفاء الإنسانية فيه أو الإلتزام بشرعة الأمم المتحدة بين المتحاربين ( ولو كان على الورق وحديث المؤتمرات ) .

 

 

أمام هذا الواقع الذي لايختلف عاقلٌ على تو صيفه فإن المرحلة يلزمها ضرورةً وليس أُمنية ملاذات جامعة لكل المواطنين :

 

أولاً – دور العبادة المساجد والكنائس :

على القيمين عليها إثبات بالفعل وليس بالقول أنها الجامع المشترك لكل من يتولون توجيههم ، إمام وخطيب المسجد وكذا الكنيسة ، ولا يتصدر أحدهم مناسبة لفريق دون آخر ، فهم للجميع دون تمييز ولا انحياز.

تابع في مقال  الخطوة الأولى لاستقرار المجتمع والتوجه للمعافاة والنهوض

ثانياً : المستشفيات والمستوصفات وكل دور الرعاية الصحية .

 

ثالثاً : الجامعات والثانويات وكل المدارس وأفراد الهيئة الإدارية والتعليمية.

 

رابعاً : الطريق العام : مُحرمٌ التعدي عليها أو قطعها

 

خامساً : كل مؤسسات الدولة بما فيها السفارات ، ممنوع فيها الانتماء الخاص بل هي واحة حرة لكل المواطنين .

 

سادسا :  المرافق العامة برية وجوية وبحرية.

إن هذا لايمنع المسؤول عن الإنتماء لجهة معينة أو لمرشح بعينه ، هذا حقٌ خاصٌ به يُعبر عنه سراً في صندوق الإقتراع ، بل مايجب عليه تجنبه الإنحياز في موقعه الرسمي الذي هو حق كل الناس عليه .

 

صحيح أن هذا صعب على شعب أدمن على التناحر وتدمير الذات لكن طريق المعافاة تحتاج إلى تجرع كأس مر .

 

إن الاستمرار بحالة الانحدار يجب أن تتوقف طبقاً لغريزة المحافظة على البقاء وعدم الإنقراض.

 

هذه خواطر قد يكون لآخرين أهل خبرة وعلم وصدق ونزاهة أفضل منها فالمصلحة تستوجب عليهم تقديم ما هو أفضل ، إن مجتمعنا بحاجة لأطباء مهرة يعملون على شفائه وسلامته رحمة بالقيم الإنسانية وحفظاً للحاضر وتأسيساً لمستقبل زاهر لأولادنا وللأجيال القادمة