مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

استطلاع حول رأي الفلسطينين للاتفاق الاماراتي البحريني الإسرائيلي

استطلاع حول رأي الفلسطينين للاتفاق الاماراتي البحريني الإسرائيلي

استطلاع رأي

رؤية الفلسطينيين لاتفاق السلام الإماراتي البحريني الإسرائيلي

يجري مركز الشرق للأبحاث والثقافة استطلاعات رأي في الموضوعات  السياسية والاجتماعية،  لتعريف الرأي العام والباحثين والسياسيين بتوجهات الفئات المستطلَعة آراؤهم تجاه القضايا المختلفة.

في ظل توقيع اتفاق السلام الإماراتي  البحريني الإسرائيلي  برعاية أمريكية، وهو الحدث الذي أثار  ضجة كبيرة وردود  أفعال  متباينة  ومتشنجة في  الوطن العربي، بل في  كثير  من دول العالم المهتمة،  أجرى مركز الشرق للأبحاث والثقافة هذا الاستطلاع بهدف الوقوف على رأي الشارع الفلسطيني  وقواه المجتمعية و  الفكرية من هذا الاتفاق، ونظرتهم تجاهه.

يحرص مركز الشرق للأبحاث والثقافة على الحيادية والموضوعية التامة في كل استطلاعاته، ولذلك لا يتم السؤال عن الاسم أو العنوان، ولا يتم جمع أية معلومات  شخصية عن  الأشخاص المشاركين في الاستطلاع،  بهدف منح المجيب أكبر قدر من الأمان الشخصي وصولاً إلى إجابات موضوعية ومجرّدة.

تم توجيه أسئلة الاستطلاع إلى فئات فلسطينية محددة  في  الضفة الغربية  وقطاع غزة ومدينة  عمّان عبر الإعلان المموَّل وغير المموّل من خلال رابط خاص لا يتم عرضه على صفحة الموقع الإلكتروني للمركز. وقد قام بالإجابة على الاستطلاع 171 شخصاً.

انقسم الاستطلاع إلى محورين:

المحور الأول تناول المعلومات الأساسية للفئات المستطلَعة، مثل الجنس، والعمر، والدولة.

فقد شمل الاستطلاع 155 ذكراً، و 16 أنثى، وهذا يعكس ضعف اهتمام الإناث بقضايا الاستطلاعات عموماً.

ومن حيث الفئات العمرية، أجاب على الاستطلاع 25 شاباً ما بين 18-35 سنة، و 74 رجلاً ما بين 36-60 سنة، و 49 شيخاً فوق 60 سنة، وهو توزُّع يعكس نضج الفئات المستطلَعَة إلى حدٍّ كبير.

المحور الثاني تناول موضوع الاستطلاع، واشتمل على ثلاثة عشر سؤالاً، توزعت على 5 موضوعات:

الموضوع الأول: منظمة التحرير الفلسطينية:

 فقد أشار 117 شخصاً بنسبة 68.4% أن اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل أعطى مبرِّراً لدول عربية للاعتراف، بينما  رفض  ذلك  54  شخصاً  بنسبة  31.6%. وهذا يشير إلى  أن  نسبة  معتبرة من  الفلسطينيين المستطلَعَة آراؤهم تزيد على 31%  تعتقد أنه لا  ينبغي لدول عربية أن توقِّع اتفاقات سلام  مع إسرائيل حتى وإن وقّعت منظمة التحرير، بما يعني  التماسهم العذر والأسباب  الموضوعية  المقبولة من طرفهم لقيام  منظمة التحرير بالاعتراف  بإسرائيل.

ومن جهة ثانية  فقد اعتاد  جيل أوسلو الذين وُلدوا ونشأوا على  رؤية علاقات  طبيعية بين السلطة الفلسطينية  وإسرائيل، وكان  اتفاق  السلام  الإماراتي  البحريني  مع إسرائيل  هو أول اتفاق سلام  عربي إسرائيلي يشاهدونه، فلم يدركوا الخلفيات التاريخية لهاذ العمل والتي كانت مصر سبّاقة إليها ثم منظمة التحرير ثم الأردن. لقد غفلت هذه الفئة من الفلسطينيين عن تذرُّع المسئولين الإماراتيين والبحرينيين باعتراف منظمة التحرير وباتفاق أوسلو، وهي كلمة حق أُريد بها باطل.

وأكد 154 شخصاً بنسبة 90% أن المنظمة أخطأت باعترافها بإسرائيل قبل الحصول على الحقوق الفلسطينية، وقد عارضهم في ذلك 17 شخصاً بنسبة 10%. وتشير النسبة الضئيلة التي ترى أن المنظمة لم تخطئ إلى احتمالين: الأول: أنهم يعتقدون أنه لم يكن لدى المنظمة خيار سوى الاعتراف بإسرائيل من أجل التواجد الفعلي على الأرض الفلسطينية ونقل النضال الفلسطيني الرسمي إلى الداخل، وإرساء قواعد عمل جديدة في مواجهة إسرائيل. والاحتمال الثاني: أنهم يعتقدون أن المنظمة قد حصلت بالفعل على الحقوق الفلسطينية أو كثير منها من خلال اعتراف إسرائيل بالشعب الفلسطيني وبتمثيل منظمة التحرير له.

ومن خلال قيام السلطة الفلسطينية بمؤسساتها المختلفة. وكلا الاحتمالين يشير إلى نظرة قاصرة لم تستوعب المشهد على حقيقته، فقد كادت انتفاضة الشعب الفلسطيني منذ عام 1987 أن تجبر إسرائيل على الانسحاب من الضفة وغزة بدون اتفاق، أي أنه كان لدى منظمة التحرير خيارات أخرى من أهمها استمرار النضال الشعبي. ومن جهة ثانية فإن أهم القضايا الوطنية لم يتم إنجازها كقضية الأرض ووقف الاستيطان والقدس واللاجئين والسيادة والانفكاك الاقتصادي وغيرها.

وأفاد 152 شخصاً بنسبة 89% أن سحب منظمة التحرير الفلسطينية اعترافها بإسرائيل في هذا الوقت ضرورة عاجلة، بينما خالف ذلك 19 شخصاً بنسبة 11%. وتضع هذه النسبة الكبيرة من المستطلَعَة آراؤهم خياراً وطنياً ممكناً أمام القيادة الفلسطينية في مواجهة قطار التطبيع العربي المتسارع، فمن شأن انسحاب منظمة التحرير من اتفاق أوسلو وسحبها الاعتراف بإسرائيل أن يسحب الذرائع من أية دولة عربية تفكر في التطبيع مع إسرائيل استناداً منها إلى أن الفلسطينيين سبقوا في ذلك.

الموضوع الثاني: الأضرار العربية:

فعلى المستوى الاقتصادي، أشار 149 شخصاً بنسبة 87% بأن السلام مع إسرائيل يضر بمصالح الإمارات والبحرين الاقتصادية، بينما عارضهم 22 شخصاً بنسبة 13%. وعلى المستوى الأمني، أوضح 159 شخصاً بنسبة 93% أن الاتفاق يضر بمصالح الإمارات والبحرين أمنياً، بينما عارضهم 12 شخصاً بنسبة 7%.

وفي هاتين الحالتين فإن نسبة ضئيلة من المجيبين على الاستطلاع يرون إمكانية تحقيق الإمارات والبحرين مصالح اقتصادية وأمنية من إسرائيل رغم أنهم ربما علموا بأن سلام مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل لم يجلب لهذه الدول أية فوائد اقتصادية أو أمنية، وبالتالي هناك حالة غياب وعي أو جهل واضح لدى هذه الفئات، فضلاً عن تجاهل هذه الفئة لكون الإمارات والبحرين دولتين غنيتين جداً وليستا بحاجة لتبرير الاتفاق بالبحث عن منافع اقتصادية.

استطلاع حول رأي الفلسطينين للاتفاق الاماراتي البحريني الإسرائيلي

الموضوع الثالث: الفوائد العربية:

فقد أوضح 18 شخصاً بنسبة 10.5% أن اتفاقية السلام ستزيد من فرص حصول الإمارات والبحرين على السلاح المتطور والتكنولوجيا، بينما عارضهم 153 شخصاً بنسبة 89.5%. كما رأى 20 شخصاً بنسبة 12% إمكانية زيادة فرص حصول الإمارات والبحرين على النفوذ الدولي من توقيهما السلام مع إسرائيل، وقد عارضهم 151 شخصاً بنسبة 88%. وهذا يشير إلى أن نسبة ضئيلة من المجيبين على الاستطلاع يعتقدون بأن السلام مع إسرائيل يحقق فوائد عسكرية وتقنية وسياسية لدولتي الإمارات والبحرين.

ورأى 35 شخصاً بنسبة 20.5% أن اتفاق السلام يخدم الإمارات والبحرين في الوقوف في وجه إيران، بينما عارضهم 136 شخصاً بنسبة 79.5% يرون اتفاق السلام لا يساعد الدولتين في الوقوف في وجه إيران. وهنا نلاحظ ان نسبة أكبر من معارضي الاتفاق ترى مصلحة جزئية ضمنية لدولتي الاتفاق تجاه الخطر الإيراني، ولكن الغالبية العظمة لا ترى الاتفاق يحقق حماية للدولتين الخليجيتين من إيران، أو لا يرون أصلاً خطراً إيرانياً على دول الخليج، وما هي إلا ذريعة يتذرع بها المسئولون الإماراتيون والبحرينيون من اجل التطبيع مع إسرائيل.

وأكد 136 شخصاً بنسبة 79.5% أن الاتفاق يضمن لحكام الإمارات والبحرين استمرار التأييد الأمريكي لهم، ونفى ذلك 35 شخصاً بنسبة 20.5% حيث يرونه لا يضمن للدولتين استمرار التأييد الأمريكي لحكّامهما. ونلاحظ نتيجة هذين السؤالين (إيران وأمريكا) متقابلتين تماماً، فمن يرون الاتفاق لا علاقة له بإيران يرونه في الوقت نفسه له علاقة كبيرة بأمريكا، والعكس بالعكس

الموضوع الرابع: فوائد إسرائيل

أوضح 105 شخصاً بنسبة 61.4% أن إسرائيل ستحقق فوائد من الاتفاق مع الإمارات والبحرين وسترفع العزلة العربية والإسلامية عن إسرائيل، بينما عارضهم 66 شخصاً بنسبة 38.6%. وتبدو إجابة المعارضين غريبة نوعاً ما، فإن أول تطبيق لرفع العزلة الدولية عن إسرائيل هو توقيع دولتين عربيتين لاتفاق سلام مع إسرائيل، وهناك أحاديث عن دول أخرى في قابل الأيام.

وقد يكون لدى الأقلية المعارضة اعتقاد بأن إسرائيل أصلاً لا تعاني من عزلة عربية وإسلامية، وأنها تقيم علاقات تجارية وأمنية مع كثير من هذه الدول بدون اتفاق.

ورأى 161 شخصاً بنسبة 94% أن اتفاق السلام يطلق يد إسرائيل ضد الفلسطينيين، وعارضهم 10 أشخاص بنسبة 6% يرون أن الاتفاق لا يعود بالضرر على الفلسطينيين حتى وإن لم يأتهم بأية منافع، وربما رأت هذه الأقلية الضئيلة أن الاتفاق الإماراتي البحريني الإسرائيلي سيكف أيدي إسرائيل عن قضم أراضي الضفة الغربية كما ادعى زعماء الدولتين الخليجيتين، وهذا ما نفاه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ولم يتطرق إليه البته اتفاق السلام المكتوب بين الدول الثلاث.

استطلاع حول رأي الفلسطينين للاتفاق الاماراتي البحريني الإسرائيلي

الموضوع الخامس: الموقف من اتفاق السلام

حيث دعا 166 شخصاً بنسبة 97% إلى تراجع الإمارات والبحرين عن اتفاق السلام مع إسرائيل، بينما عارضهم في ذلك 5 أشخاص بنسبة 3% حيث يفضِّلون استمرار اتفاق السلام.

وطالب 155 شخصاً بنسبة 91% منظمة التحرير الفلسطينية إلى المسارعة في سحب اعترافها بإسرائيل، بينما عرضهم 16 شخصاً بنسبة 9%. وقد لوحظ أن بعض الفلسطينيين المستطلَعَة آراؤهم يطلبون من الإمارات والبحرين ما لا يطلبونه من منظمة التحرير، فبينما طالب 97% بتراجع الدواتين عن الاتفاق، كان 91% فقط يطلبون ذلك من منظمة التحرير، وقد يعني ذلك أن الفارق بين النسبتين (6%) يرون في استمرار اعتراف المنظمة بإسرائيل، او تأخير انسحابها من الاعتراف بإسرائيل، فيه مصلحة للقضية الفلسطينية.

وقد تكون حالة من الإنكار يعيشها بعض الفلسطينيين، فهم لا يصدِّقون بأن منظمة التحرير الفلسطينية ذات النضال العريق قد سقطت في وحل الاعتراف بإسرائيل. وبكل الأحوال فإن الغالبية الساحة ترى انسحاب المنظمة والإمارات والبحرين من الاعتراف بإسرائيل.

الخلاصة

اقتصر الاستطلاع حول رأي الفلسطينين للاتفاق الاماراتي البحريني الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة عمّان العاصمة الأردنية، أجاب عليه 171 شخصاً، كان 91% ذكور 9% إناث، وشمل الاستطلاع خمسة محاور:

 

90% يرون المنظمة أخطأت باعترافها بإسرائيل قبل الحصول على الحقوق الفلسطينية.

 

91% يدعون إلى المسارعة في سحب منظمة التحرير الفلسطينية اعترافها بإسرائيل.

 

93% يرون اتفاق الإمارات والبحرين يضر بمصالحهما الأمنية.

 

68.4% يرون أن اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل أعطى مبرراً لدول عربية للاعتراف.

 

61% يرون أن إسرائيل ستستفيد برفع العزلة العربية والإسلامية عنها.

 

94% يعتقدون أن اتفاق السلام يطلق يد إسرائيل ضد الفلسطينيين.

 

79.5% يرون اتفاق السلام لا يساعد الدولتين في الوقوف في وجه إيران.

 

79.5% يرون اتفاق السلام يضمن لحكام الإمارات والبحرين استمرار التأييد الأمريكي لهم.

 

97% يدعون إلى تراجع الإمارات والبحرين عن اتفاق السلام مع إسرائيل.

 

[/et_pb_text][/et_pb_column]
[/et_pb_row]
[/et_pb_section]