حروب التناحر في العالم العربي
باب رزق للدول الصناعية ولا مصلحة لهم بتوقفها :
علي لاغا
المؤسسة العالية للبحث العلمي
21/1/2022
في العام 1978 صدرت توصية من مركز أبحاث استراتيجي ( فاتني إسمه ) في الولايات المتحدة الأمريكية يوصي بحرب تستهلك أكبر كمية من المصنوعات لإعادة تشغيل المصانع التي بدأت تتوقف عن العمل ، رشحت التوصية أن تكون في الخليج ، فكانت الحرب الإيرانية – العراقية ( ذكر ذلك الدكتور رياض الصمد رحمه الله تعالى أثناء مناقشته أطروحة الدكتوراه التي اعددتها)
في العام 1987 أصدر معهد الدراسات الاستراتيجية في السويد حصص الدول الصناعية من مبيعات الأسلحة لاستمرار تلك الحرب التي بلغت 30 مليار دولار ، فكانت حصة الولايات المتحدة 30,3% والإتحاد السوفياتي 30% ووزع الباقي على فرنسا وبريطاني والصين والكيان المغتصب لفلسطين ( باعها لإيران ) ..
وذكر لي الدكتور ( ن.خ )أنه عندما كان يحضر أطروحة الدكتوراة في الفيزياء ، وبدأت التفجيرات تحدث في فرنسا في الثمانيات ، قال دكتور فرنسي للمشرفة عليه : انتبهي من أن يفجر لك الكرسي ، فأجاب الباحث المشار إليه : أوقفوا الحروب عندنا ، قالت الدكتورة المشرفة : إذا أوقفنا الحروب عندكم أين سنبيع مصنوعاتنا ؟ .
تابع حروب التناحر في العالم العربي
وبعد سنوات أمضيتها في بحث الحرب الأهلية في لبنان ( 1975 -1982 ) خلص البحث إلى أنه عقب الحرب العالمية الثانية تم اتفاق الدول المنتصرة على وضع حل يحول دون حصول حرب أخرى ، جعل العالم الذي تم احتلاله سوقًا استهلاكية تتقاسم فيها تلك الدول حصصها ، فتم فرض مبالغ تدفعها سنوياً إيطاليا وألمانيا واليابان مع ترك مساحة كافية لهم إلا التسلح ، بينما ماأطلق عليه العالم الثالث فيتم إخضاعه لمتواليتين :
حرب لبيع صناعات حربية وسلم لبيع مواد مدنية ، وعندما تصل دولة من هذه الدول مرحلة الإشباع من المقتنيات يتم تدميرها بحرب داخلية وللمنطقة العربية وإفريقيا الحصة الأكبر من الحروب ثم السلم ….
إن من يراقب من 1945 تاريخ توقف الحرب العالمية الثانية يجد أنه لم تُطلق رصاصة واحدة بين تلك الدول الصناعية مباشرة بل كل الحروب تتم في مناطق المزرعة التي حددوها.
الخلاصة :
حروب المنطقة باب رزق وحل المشاكل الإقتصادية للدول المسيطرة ، وعند مراجعة مجردة يجد أن كل الحروب الداخلية لم يكن لها هدف سام بل تنتهي بعقدة الذنب حتى أن من شاركوا فيها يستحيون من ذكر دورهم .
هذا مايحدث في عالمنا وإن لم يكن بالإمكان منعه لكن يمكن الحد من الخسائر وعدم تقبل : جارك عدوك ، الدولة الشقيقة المجاورة عدوة ، صراع الديانات والمذاهب خدعة ، والمعارضة عليها تقديم مشاريع وليس حروباً ، والحكام عليهم تطبيق العدل والانصاف والعمل لتفعيل الطاقات واستخدام الثروات لرفاه شعبهم ، وإذا كان ليس بالإمكان منع فتن الدول المسيطرة يمكن إجراء دراسة اجتماعية لحاجات شعوبهم وشركاتهم السنوية ودفع الخوة بدون حروب أسوة بألمانيا وإيطاليا واليابان.