محاضرة القدس في العصر اليوناني الإغريقي

محاضرة القدس في العصر اليوناني الإغريقي

(الفيديو الكامل أسفل المقالة)

القدس تحت حكم اليونان:

القدس في عهد الإسكندر المقدوني ( 333 ق.م – 223 ق.م) احتل الإسكندر المقدونيّ غزة بعد حصار دام شهرين، ثم توجّه إلى القدس. فلمّا سمع اليهود باقترابه من المدينة خرجوا جميعهم لاستقباله في ظاهرها، فالتقى الاسكندر بشيوخهم وكهنتهم، وسمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية كاملة، وأن يحكموا أنفسهم وفق أنظمتهم وعاداتهم الخاصة، وأعفاهم من دفع الجزية مرّة كل سبع سنين.
من بعد الإسكندر خضعت القدس للبطالمة قرابة مائة عام، ثم سيطر السلوقيون عليها وحاولوا فرض تقاليدهم الدينية الأمر الذي دفع اليهود للقيام بالثورة المكابية في 167 ق.م.، والتي كان من نتائجها عودة اليهود بقوة حيث أسسوا المملكة الحشمونية 143 -63 ق.م.

 

العصر الروماني

القدس تحت حكم الرومان:

القدس تحت الاحتلال الروماني (63 ق.م – 324 م):استولى الرومان بقيادة بومبي على القدس سنة (63ق.م) فأبقى هيروكانوس الثاني حاكماً وكاهناً لليهود في المدينة، وجعلها خاضعة للرومان ضمن إطار ولاية سورية، وكان من حكّامها في تلك الفترة انتيباس (انتباتر) الأدومي الأصل، وفي عهد ابنه وخلفه(37 – 4 ق. م) شهدت القدس ازدهاراً ملحوظاً تمثّل في اتساع مساحتها، وزيادة في عدد سكانها، وقد كشف عن بقايا عمائرية في شمال غرب القدس يعتقد أنها كانت جزءاً من قصر هيرودس.

تابع في محاضرة القدس في العصر اليوناني الإغريقي

أعمال هيردوس في القدس:

تزعم بعض الروايات أن هيرودس أعاد بناء الهيكل بين سنتي (19-18 ق.م)، ورمّم أسوار المدينة، وزوّدها بالمياه وبنى فيها مسرحاً وميداناً لسباق الخيل.
وكان هيرودس منغمساً في الحضارة الهيلينية ويكره اليهودية التي اعتنقها ظاهرياً، ولم يلتزم بتعاليمها فعلياً، حيث تزوّج عشر نساء، وأنْجَب منهن عدة أبناء ، وقام ببناء هياكل للآلهة اليونانية والرومانية، وشجّع الثقافة الهيلينية، وعمل على نشرها بين رعيته. وبعد وفاته عام (4ق.م) قُسمت المملكة بين أبنائه الثلاثة بموافقة الرومان، لكن حكمهم لم يَدُم طويلاً، إذ أن فلسطين أصبحت بكاملها ولاية رومانية، تخضع مباشرة لحكم ولاة رومانيين.

  • وشهدت الفترة الرومانية ثورة اليهود في عهد الإمبراطور فسبسيان الذي أرسل ابنه تيطسلإخماد تلك الثورة، فاحتلها بعد حصار دام خمسة شهور، وهدم المدينة، وأحرق المعبد، وقتل وأسر كثيراً من اليهود فيها سنة (70م).
وكما وشهدت القدس ثورة يهودية ثانية بقيادة باركوخبا (132-135م): وقام هدريان بقمع الثورة بشدّة، حيث أرسل جيشاً رومانياً بقيادة سفريوس الذي تمكّن من القضاء على الثورة نهائياً سنة (135م)، وسوّى المدينة بالأرض، وطرد اليهود منها، وحرّم عليهم دخولها أو الاقتراب منها من مسافة ثلاثة أميال، وقام بعد ذلك ببناء مدينة مكان القدس المدمرة سمّاها إيليا كابيتولينا وبنى فيها معبداً للإله جوبتر، وأنزل فيها عدداً كبيراً من اليونان والرومان والسوريين (الوثنيين) الذين يعبدون إله الزهرة، وجعل ديانتها هي الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية.