مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

محاضرة بعنوان “القدس في العصر المملوكي”

محاضرة بعنوان "القدس في العصر المملوكي"

محاضرة بعنوان “القدس في العصر المملوكي”

 

(فيديو المحاضرة في أسف المقال)

خلف المماليك دولة بني أيوب في حكم مصر والشام 1250م الذين استهلوا حكمهم في التصدي لأعظم خطرين ، وهما: المغولي والصليبي ، وظهر ذلك بانتصارهم الكبير على المغول في معركة عين جالوت 1260م وطرد الصليبيين من فلسطين 1291م.

 

اهتمام السلطان بيبرس

 

وقام الملك الظاهر بيبرس بزيارة القدس مرة أخرى في شعبان من سنة 664هـ/ 1265م. ويظهر أن معالم العمران التالية أقيمت خلال زيارته الثانية أو بعدها بقليل: رباط البصير الكائن شمالي الطريق الموصلة إلى الحرم من جهة باب الناظر، أنشئ سنة 666هـ/1267م. وهناك بلاطة من رخام وضعت فوق بابه ونقش عليها، بالنسخ المملوكي القديم وبأحرف صغيرة، الكلمات الآتية: “بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما وقف الأمير علاء الدين آيدغدي الركني وكان ناظراً لأوقاف القدس، وله فيها عدة عمائر ورباطات وآثار. وقف جميع داخل هذا الباب من الأقباء والساحة على الفقراء الواردين لزيارة القدس الشريف، وقفاً مؤبداً في سنة ست وستين وستماية..”. وقد استغل الأتراك هذا المكان، على عهدهم، سجناً. وسموه حبس الدم
مظاهر اهتمام السلطان بيبرس وخلفاؤه بالمدينة المقدسة:

 

  • قام الظاهر بيبرس بزيارة المدينة المقدسة مرتين وخصص مبلغاً من المال قدره خمسة آلاف درهم في السنة لإنفاقها على المسجد الأقصى.
  • جدّد ما تهدم من قبة الصخرة المشرفة وشيد خانا للسبيل.
  • اهتم خلفاء الظاهر بيبرس بالمسجد الأٌقصى وقبة الصخرة المشرفة فقاموا فيها بأعمال الترميم والإصلاح ، وأقاموا في الحرم القدسي الأروقة والمآذن.
  • تعمير البرك ومنها بركة السلطان ، وإنشاء سبعة أسبله لتوفير الماء في المدينة وأسواقها.
  • في عهده تم إنشاء دار الحديث على طريق باب السلسلة.

تنظيمات المماليك

 

تنظيمات المماليك الإدارية في بيت المقدس:

 

  • نائب السلطنة : ينوب عن السلطان ويشرف على شؤون الجيش وبيت المال ، وناظرا في المسجد الأقصى.
  • نائب القلعة : يتولى صيانة قلعة المدينة وحفظها وترتيب الجنود الذين يتولون حراستها والدفاع عنها .
  • والي المدينة : يقوم بالحفاظ على توفير الأمن ومعاقبة الخارجين عن القانون.
  • الحاجب : من اختصاصاته فض المنازعات والخلافات بين عامة الناس.
  • الدوادار : للنظر في شكاوى الناس التي ترفع إلى السلطان.

تابع في محاضرة بعنوان “القدس في العصر المملوكي”

 

الوظائف الدينية

 

الوظائف الدينية:

 

  • ناظر الحرمين الشريفين في القدس والخليل للعناية بأوقافهما ورواتب العاملين فيهما.
  • القضاة : سار المماليك على المذهب الشافعي ، ثم استحدثوا في القدس مناصب قضائية على المذاهب الحنفية والمالكية والحنبلية .
  • خطيب المسجد الأقصى .
  • مشيخة المدرسة الصلاحية للاهتمام بالمتصوفين والمدرسين في المدارس المملوكية.

مدارس القدس

 

أشهر مدارس القدس في العهد المملوكي:

 

حظيت مدينة القدس باهتمام سلاطين المماليك في مجال العلوم والآداب التي تطورت كثيرا ، فكان طلاب العلم يؤمون القدس من جميع أنحاء العالم الإسلامي ، حيث شكل المسجد الأقصى مركز التعليم الرئيس ، بالإضافة إلى المدارس الكثيرة التي أقيمت في المدينة وبلغ عددها حوالي (27) سبع وعشرين مدرسة ، نذكر منها على سبيل المثال :

 

  • المدرسة الأشرفية : أسسها السلطان المملوكي قايتباي وعرفت باسم المدرسة السلطانية .
  • المدرسة التنكزية : أسسها الأمير تنكز الناصري وتقع عند باب السلسلة .
  • المدرسة الأرغونية : بناها الأمير أرغون الكاملي.
  • المدرسة المنجكية : شيدها الأمير سيف الدين منجك : وتقع في طرف الحرم من الناحية الغربية.
  • المدرسة التنكزية : واحدة من المدارس الشهيرة في بيت المقدس ، وهي تقع عند باب المسجد الأقصى المعروف بباب السلسلة . أنشأها الأمير سيف الدين تنكز الناصري سنة 1328م ، وقامت هذه المدرسة بدورها في الحركة العلمية في القدس . وفي سنة 1969م قامت السلطات الإسرائيلية باحتلالها والمرابطة فيها ، وحظر الصهاينة على أي أحد الدخول إليها ، وأصبحت ثكنة عسكرية يحتلها الجيش الإسرائيلي ويغلق أبوابها وينصب على أسطحها الرشاشات والأسلحة . وفي آذار 2006م افتتح الرئيس الصهيوني كنيسا يهوديا أسفل المدرسة التنكزية . وبعد أشهر عدة واصل المتلون استهدافهم للمدرسة ، فافتتحوا فيها ما أطلقوا عليه اسم “متحف قافلة الأجيال”.
  • وواصل الاحتلال الصهيوني وضمن إجراءاته في تغيير معالم القدس وتهويدها بتحويل مصلى المدرسة التنكزية الواقع ضمن حدود المسجد الأقصى إلى كنيس يهودي ، وحددوا موضع سلة المهملات في منبر المسجد . وجعلوا حائط المنبر ساحة حرة لرسومات جنودهم الخبيثة.

تابع في محاضرة بعنوان “القدس في العصر المملوكي”

الأسواق

 

أسواق المدينة المقدسة في العهدين الأيوبي والمملوكي:

 

وجد في المدينة المقدسة في هذه الفترة التاريخية مجموعة من الأسواق المتنوعة والمتخصصة ، منها :
  • سوق القطانين.
  • سوق العطارين .
  • سوق الصاغة.
  • سوق المنسوجات والقماش .
  • سوق الزيت.
  • سوق السمك.
وعرفت القدس عددا من الأسواق الموسمية التي ارتبط بعضها بقدوم المسلمين من مختلف البلدان الإسلامية وقدوم الحجاج المسيحيين، حيث تشير كثير من المراجع إلى أنه أمام الباب الرئيس لكنيسة القيامة كان يوجد فناء كبير يقام فيه سوق موسى عند مقدم الحجاج المسيحيين ، حيث تباع الحلي والمسابح والتحف الشرقية.
كما عرفت القدس كثيرا من الأسواق “الدورية” التي كانت تقام كل أسبوع ، فيقصد أهل الريف أو البدو المدينة ، يبيعون فيها محاصيلهم ويشترون ما يحتاجون إليه ، كسوق الجمعة . وكان لكل سوق “شيخ” يعين من بين أعيان التجار ، وكان مسؤولا عن النظام ومنع الاحتيال وجمع الضرائب.