بريطانيا.. الوجه الناعم القبيح
د. حمدي ابو ليلى
لم تخجل بريطانيا من نفسها حتى بعد 104 أعوام على صدور وعدها المشؤوم ( وعد بلفور) واحتلالها فلسطين لتهيئة الظروف لقيام دولة العصابات الصهيونية على أرض فلسطين….
لم تخجل وهي ترتكب المجزرة تلو المجزرة بحق ملايين من أبناء الأراضي التي احتلتها في أفريقيا وآسيا وتنهب ثرواتها وتدمر مستقبلها …. وتثير الفتن بين طوائفها…وتتخذ من سكانها عبيدا لها … وتسلخ جلودهم عن لحومهم…لا لجريمة ارتكبوها إلا أنهم أبوا القهر والجور والظلم واحتلال الأرض وطمس الهوية….
لم تخجل ممثلتها في الأمم المتحدة( كارين بيرس) قبل 4 أعوام عندما وقفت تتباهي بسعادتها كون بريطانيا كانت السبب المباشر لقيام إسرائيل… وأنها سهلت هجرة اليهود إلى فلسطين وساهمت في تشكيل العصابات الصهيونية ونزع الملكيات من أصحاب الأرض الحقيقيين لصالحهم من خلال مندوبها السامي هربرت صموئيل اليهودي الأصل…
ألم تمارس الإرهاب الحقيقي بحق الهنود الحمر سكان أمريكا الشمالية الأصليين وبحق سكان استراليا وجنوب أفريقيا الأصليين…الخ .. وجعلت منهم حقل تجارب لأسلحتها المتنوعة …
ألم يدفع شعبنا الفلسطيني وأمتنا أثمانا باهظة كضريبة لسلوك بريطانيا الوحشي المجرم وما تبعه من احتلال صهيوني بهدف الانعتاق من براثن المحتل…فلوحق آلاف الأبطال ودفعوا حياتهم ثمنا للحرية والتحرير….
اكثر من 100000 شهيد ونحو مليون أسير منذ نكبة فلسطين عام 1948
لا يزال 4850اسيرا منهم يقبع خلف القضبان…
يحدونا الأمل بصفقة مشرفة لنيلهم حريتهم وعودتهم لأحضان ذويهم..
فمن ارتكب مجزرة دير ياسين وناصر الدين ومجزرة خان يونس ومجزرة قانا اصبروا وشاتيلا….
كانت بريطانيا ولا زالت المشارك الخفي و تتحمل المسؤولية الكاملة عن تلك الضحايا…كونها من تتحمل مسؤولية وجود هذا الكيان…
تابع في بريطانيا.. الوجه الناعم القبيح
ليس غريبا على بريطانيا أن تتهم أهل المقاومة للمحتل الغاصب بصفة الإرهاب….كونها هي من مارست الإرهاب حيثما حلت….
وبالتالي كان لزاما عليها أن تعتذر للشعب الفلسطيني عما ارتكبته من جريمة بحقه وتتحمل تبعات هذه الكارثة….