قراءة سريعة في العلاقات الإماراتية الأمريكية
بقلم الكاتب: د.محمد دبابش
⭕في خطوة لافتة.. امتنعت الإمارات عن التصويت لصالح مشروع قرار أمريكي يدين الحرب الروسية ضد أوكرانيا، كما طلبت صحيفة ناشيونال الإماراتية الناطقة بالإنجليزية من محرريها الامتناع عن الإشارة لهذه الحرب بوصفها “غزواً”، والاكتفاء بوصفها “عملية عسكرية”.
⭕كانت الإمارات تستطيع التصويت لصالح القرار وهي تعلم يقيناً أن الفيتو الروسي سيوقفه، وبالرغم من هذه الاستطاعة.. إلا أنها اتخذت هذا الموقف المعارض للولايات المتحدة، ولفهم هذا الموقف الذي يكشف عن تعقيدات وحسابات جيوسياسية تواجه الإمارات نتيجة الآثار الناجمة عن تصاعد الصراع الدولي..
علينا الإحاطة سريعاً بالاعتبارات التالية:
◀️هناك سياسة إماراتية متبعة منذ فترة تقوم على قاعدة تصفير المشاكل.
◀️إعادة ترتيب الولايات المتحدة لأولوياتها أدى من وجهة نظر الإمارات لخفض مستوى الالتزام تجاه أمن الخليج، خصوصاً بالتزامن مع الهجمات التي تعرضت لها الإمارات من قبل الحوثيين.
◀️أصبحت الإمارات ترى أنه يجب عدم الاعتماد على الولايات المتحدة بصورة حصرية، وأنه يجب الإبقاء على الخيارات الأخرى مفتوحة كروسيا والصين والكيان الصهيوني، لملء الفراغات التي ستتركها الولايات المتحدة خلفها.
◀️رغبة الإمارات بكسب الموقف الروسي تجاه إعادة تصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، وإمكانية ضغط روسيا على إيران إذا ما لزم الأمر، في ظل مماطلة الولايات المتحدة تجاه هذا الأمر.
◀️الضغوط الأمريكية على الإمارات – التي رافقت صفقة طائرات F35 – بهدف تخلي الإمارات عن التعاون التكنولوجي مع الصين.
◀️عدم حظوة الإمارات بنفس النفوذ الذي تحظى به قطر لدى الولايات المتحدة؛ التي صنفت قطر كحليف رئيسي من خارج الناتو.
تابع خلاصة مقال بعنوان/ قراءة سريعة في العلاقات الإماراتية الأمريكية
الخلاصة :
⭕هناك تناقضات في محددات المشهد الجيوسياسي نتجت عن تخلي واشنطن نسبياً عن التزاماتها تجاه حلفائها في المنطقة، الأمر الذي يربك حسابات هؤلاء الحلفاء ويدفعهم للبحث عن بدائل بهدف تحفيز واشنطن على إعادة العلاقات للمستوى العالي الذي كانت عليه، أي أن الإمارات ليست بصدد التخلي عن تحالفها مع الولايات المتحدة، ولكنها تسعى لإعادة تمكينه وتعزيزه.