أزمات المنطقة من منظور سوسيولوجي
بقلم / علي لاغا
المؤسسة العالية للبحث العلمي
مطالبة الهيئات الاقتصادية في لبنان بهدنة لشهر واحد :
توجهت الهيئات الاقتصادية اليوم إلى المسؤولين والأحزاب برجاء رحمة بالشعب اللبناني لإعطائه فرصة عيش الأعياد واستقبال ذويهم من المغتربين وتحريك الدورة الاقتصادية لمدة شهر واحد ، شهر واحد .
لقد تكلم شارل عربيد ونائلة تويني بكلام مُقنع وطالبا بتلبية حاجة الناس للعيش بهدوء ولو لشهر نهاية العام وأعياد الميلاد ورأس السنة.
إن هذا المطلب الذي تم رفعه اليوم يثلج صدور الناس عامة مع أن العرب في العصر الجاهلي كانوا يتمتعون بأربعة أشهر حُرُمٍ تفتح الأسواق ويلتقي الناس وتتوقف العداوات حتى أن المرء لو التقى وجهاً لوجه بقاتل أبيه أو قريب له ، وهم المشهورون بالثأر ولو بعد أربعين عام ، لايفكر بأية ردة فعل أو إيذاء له ، بل سلاماً سلاما .
اليوم يطالب اللبنانيون بشهر حُرُمٍ واحد ومن المشكوك به أن يحصلوا عليه ، بل بالتأكيد .
إن صراعات الأصدقاء وتعطيلهم الحياة ، وكذا ما يحصل في المنطقة من حروب ليس عداوة كما هو مألوف ومعروف عند الناس عبر التاريخ .
تابع في مقال : أزمات المنطقة من منظور سوسيولوجي
إنه أسلوب جديد ومُتقن الدراسة والتنفيذ وبخبرات يحتاج أساتذة علم الاجتماع لدرسها وتفهمها وإدخالها في المناهج الدراسية .
إنه عملية تغيير للاتجاهات ( ) وتشكيل خارطة جديدة لتوزع السكان ، تفكيك وتوزيع وتركيب ، ففي حمأة الصراع والأزمات يهاجر المعنيون بالخطة ويتركون مراتع أحلامهم وإرث أجدادهم متأبطين أمتعته الخفيفة ميمين وجوههم للبحر ، للمخيمات ، للجوء .. للموت في الأدغال ..
وتُشغل مطارحهم ومدنهم وقراهم ببديل عنهم ،كما أنه في ظلمة ليل صراع الأصدقاء يتم التغيير والتبديل في مواقع الدولة من القاعدة لقبيل القمة .
وعند انتهاء تركيب اللوحة المرسومة مسبقًا تهدأ الأحوال وتُشكل سلطة منسجمة ممن تخيل السُّذَّج أنهم كانوا أعداءً، وتدور الدائرة على من تم خداعهم وعلى الذين تعلموا ثقافة خُلبية لا لون لها ولا طعم ولا تذوب في الماء .
إن كل حركة مُِخِلة بالأمن ، ثورة ، مظاهرة ، انتخابات ، تشكيل حكومة ، تعطيل وتعطيل التعطيل ، وحروب ، وجنوح وشواذ …..يتم الإفادة منها في عملية التفكيك والتهجير والتيئيس والتجويع وختاماً التركيب.
وفي النهاية : رجاءً امنحوا الشعب شهراً حُرُماً واحداً وليس أربعة كما كانت تنعم القبائل في جزيرة العرب قبل : 1500 سنة .