العودة للهدوء في غزة بين تأييد ومعارضة
كتب // أيمن إسماعيل
منذ ما يقرب من شهر وغزة تعيش حالة السجال مع العدو بالأدوات الخشنة دون الوصول لاستخدام القوة العسكرية، والمصحوب بتفاوض غير مباشر بين قوى المقاومة في غزة والعدو الصهيوني، وبوساطة قوى إقليمية مختلفة ومتنافرة، وانتهى السجال (مرحليًا) اليوم بالعودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل عض الأصابع، مع بعض التحسينات الإنسانية لصالح غزة.
الفلسطينيون كطبعهم انقسموا ما بين مؤيد ومعارض للاتفاق، وبغض النظر عن الانتماءات التي تدفع بالتأييد أو المعارضة، هناك مشكلة ناتجة عن نقص وندرة المعلومة لدى المؤيد والمعارض، فكلاهما لا يدري على ماذا كانت تفاوض مدرسة المقاومة.
فهل كان التفاوض لكسر الحصار كاملًا عن غزة، بما يتيح لغزة استقبال الحوالات المالية عبر السلك البنكي لتستخدمها في بناء اقتصادها وتعزيز قدراتها العسكرية؟
أم كان الهدف من التفاوض الحصول على حرية الاستيراد والتصدير من وإلى غزة دون عرض البضائع على مانفيستو “مزدوج الاستخدام”؟ والمنطق أن تحقيق مثل هذه المطالب لا يمكن أن يتم باستخدام بلالين هيدروجينية وإنما بقنابل هيدروجينية وتفاوض تحت النار.
استخدم مفاوض المقاومة الأداة الإعلامية خلال مرحلة التفاوض، ولكنه اقتصر على توجيه الرسائل للعدو فحسب: “ليس لدينا ما نخسره” “قرار المقاومة والشعب كسر الحصار”، والحقيقة أن هذا نجاح في إدارة التفاوض.
ولكن التضخيم الإعلامي للمطالب وسقفها أعطى نتائج سلبية داخلية، بالمقارنة بالنتائج التي تمخض عنها التفاوض، والأصل في هذا المضمار أن يكون التفاوض مصحوب بتوعية للجمهور، يشمل المطالب ويشمل تهيئة نفسية لتحمل الضغوط المصحوبة بالتفاوض، وتوقع النتائج، إن لم تكن تهيئة الأجواء للتفاوض باستخدام الأداة الإعلامية مطلوب قبل بدء التفاوض أساساً.
في ظني أن المقاومة وباستخدام أدوات تافهة بالمقارنة باستخدام النار، ومع حبي وتقديري لمطلقي البالونات الحارقة حققت نتائج تُحترم في إحداثها تشققات في جدار الحصار الظالم على الصعيد الإنساني، والتخفيف من ثقل الظروف عن كاهل الغزيين، خاصة بعد الدخول مؤخرًا للفيروس المستجد كوفيد 19 لغزة، والذي لا شك أنه أثر على مسار التفاوض، بإضافة ميزة تفاوضية للعدو جعلته يتعنت أمام مطالب المقاومة.