مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

الغطرسة الأمريكية قد تدفع بوتين لاتخاذ قرارات خطيرة

الغطرسة الأمريكية قد تدفع بوتين لاتخاذ قرارات خطيرة

الغطرسة الأمريكية قد تدفع بوتين لاتخاذ قرارات خطيرة

 

 

د.ابراهيم حبيب
أستاذ الدراسات الاستراتيجية والاقليمية

8 مارس 2022

 

لا يزال الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل بغطرسة واستعلاء مع المطالب الأمنية الروسية. بل وتزيد الأمور خطورة بتعاطيها غير المُتزن مع الحرب الروسية في أوكرانيا وهي تعلم تماماً حقيقة التخوفات الروسية تجاه حلف النيتو وتمدده شرقاً نحو الأراضي الروسية لتُصبح القوات الأمريكية على بعد (500) كيلو متر من موسكو في حال انضمام أوكرانيا لحلف النيتو.

 

 

لذلك فهي تُدرك تماماً أن معركة الروس في أوكرانيا هي معركة بقاء ووجود لا معركة احتواء
وبرغم ذلك لا تُرِيد أن تدخل في مواجهة مباشرة مع روسيا حتى لا تندلع حرب نووية بين الطرفين.

 

 

وبدل أن تبدأ مرحلة جديدة بالتفاوض المباشر مع موسكو للاستجابة للمطالب الروسية ولو بالحد الأدنى لطمأنة بوتين على أمنه القومي.

تابع في مقال الغطرسة الأمريكية قد تدفع بوتين لاتخاذ قرارات خطيرة

إلا أن تسعى لتركيعه وزعزعة استقرار الدولة الروسية من خلال العقوبات الاقتصادية القاسية تارة ومن خلال السماح للمرتزقة الأوروبيون بالقتال ضد الروس في أوكرانيا تارةً أخرى.

 

الأمر الذي سيُثير غضب الدب الروسي عندما يشعر بتعثر عمليته العسكرية المُنضبطة في أوكرانيا, وتجعله يتخذ قرارات صعبة قد تؤدي إلى اندلاع حرب عالمية.

 

 

رُبما يلجأ بوتين لسحق بعض المناطق الأوكرانية التي يتواجد بها المُرتزقة الأوربيون للقضاء عليهم.

 

ورُبما يفعل الأمر نفسه مع المقاتلين القوميين الأوكران
هذا من جانب لانهاء هذه العملية العسكرية بسرعة.

 

 

ومن جانبٍ آخر قد يلجأ إلى استخدام اجراءات اقتصادية مُضادة
تتمثل بقطع امدادات الغاز الروسي عن أوروبا وكذلك الحال مع النفط الذي قفزت أسعاره بشكل جنوني حيث تجاوزت الـ140 دولار للبرميل بالأمس وقد تصل إلى 200 دولار إذا أقدم بوتين على تنفيذ تلك الاجراءات.

 

 

وهذا الأمر سيُضر بأوروبا كثيراً ويجعل ألمانيا أكبر الخاسرين سيما وأن غالبية غازها من روسيا.
عندها سنرى الاختلاف في المواقف الأوربية وهو ما قد يؤدي ببعض الدول للتمرد على العقوبات الأمريكية والاتفاق مع روسيا.

 

وهذا يعني أن الأمريكان سيُصبحون أمام ثلاث خيارات:

 

 

الأول: أن يقبلوا بالواقع الجديد الذي يتمثل باندحار الامبراطورية الامريكية والتراجع الى غرب الأطلسي.

 

الثاني: الدخول في حرب مُدمّرة مع الروس.

 

 

الثالث: الدخول في مفاوضات مباشرة والتعاطي مع المطالب الأمنية الروسية ولو بالحد الأدنى التي ارتفعت سقوفها بعد مكالمة بوتين مع ماكرون قبل يومين والتي طالب فيها بوتين بضرورة اخراج الصواريخ النووية الأمريكية من كل أوروبا.

 

 

فهل تستخدم أمريكا الحكمة في تعاطيها مع الروس؟
لتجنيب العالم كارثة مُحتملة.