المصالحة.. حبة حبة
كتب // عماد عفانة
ليس من الحكمة التقليل من حجم الخطوة الفلسطينية نحو المصالحة وإنهاء الانقسام، والتي تجلت في المؤتمر الصحافي المشترك بين أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري.
جائحة المخطط الصهيوني لسرقة وضم نحو ثلث الضفة الغربية المحتلة، كشف ملامح تقارب بين الحركتين المتخاصمتين، كأول خطوة فلسطينية لمواجهة المخطط الصهيوني.
بات مجرد وجود قياديين من الحركتين في مؤتمر صحافي مشترك اشارة تفاؤل بأن الانقسام في طريقه إلى النهاية قريباً، بعد تجاوز شياطين التفاصيل التي كانت تفجّر أي محاولة اتفاق بين الطرفين، طوال 14 عاماً، من الانقسام الداخلي.
بعد 14 عاما من الخصام والانقسام والتباعد والتنافر، لا يتلبسنا وهم تحقيق المصالحة بمجرد اللقاء، لكن التركيز على التفاهم والتنسيق الجزئي بين “فتح” و”حماس” في مواجهة المخاطر التي تهدد قضيتنا، وفي مقدمها مخطط الضم، يحتاج من الطرفين التغاضي عن الخلافات الكثيرة بينهما، والتوحد تحت عنوان واحد، لصدّ المخطط الصهيوني الذي يستهدفنا جميعا.
من الحكمة أن تتراجع اليوم ملفات كالانتخابات الرئاسية والتشريعية، وإصلاح منظمة التحرير، وإدانة مسار السلطة ومفاوضاتها العبثية، كما يجب تجاوز انتقاد حكم حماس لغزة، وتسطيح العمل العسكري المقاوم في قطاع غزة، لصالح البناء على نقاط الالتقاء القائمة بين الطرفين، وتوحدهما ضد مخطط ضم الضفة الغربية.
تابع في المصالحة.. حبة حبة
المصالحة الجزئية بين “حماس” و”فتح” على مواجهة قرار السطو والضم، اذا استمر وصلحت النوايا سيكون مجرد بداية للاتفاق على تجاوز الانقسام بشكل كامل ولكن بالتدريج.
فمن الظلم ومن اشارات الاستعجال الضار المطالبة ومن اول لقاء بخطة لتنسيق وتنظيم تحرّكات مشتركة في الضفة الغربية أو قطاع غزة، أو حتى توزيع العمل الدبلوماسي بين الطرفين.
رغم ان هذا مطلوب وبإلحاح لتبديد الشكوك حول استخدم السلطة وفتح لهذه اللقاءات كأداة ضغط على “إسرائيل” وأمريكا للعودة لمسار ملهاة المفاوضات العبثية.
ربما تسارع مخططات الضم والابتلاع الصهيونية لم يترك للفلسطينيين ترف التسويف والانتظار، فلم يعد لدينا مندوحة عن وضع ميثاق وطني فلسطيني، واستمزاج آراء الخبراء والحكماء لتشكيل الاستراتيجية الجديدة، بما يفضي إلى برامج عملية يمكن تبنيها جماهيريا نحو مواجهة الاعتداءات الصهيونية.