مركز الشرق للأبحاث و الثقافة

محاضرة نشأة منظمة التحرير الفلسطينية

محاضرة نشأة منظمة التحرير الفلسطينية

محاضرة نشأة منظمة التحرير الفلسطينية

 

ضمن سلسلة التعريف بمنظمة التحرير الفلسطينية يعدها ويقدمها

الدكتور/ عصام عدوان

(شاهد محاضرة نشأة منظمة التحرير الفلسطينية)

كيف تأسست الكيانات الفلسطينية:

 

دأب الشعب الفلسطيني على إفراز هيئاته القيادية عبر مؤتمرات شعبية، على النحو التالي:

 

  • اجتمع المؤتمر الفلسطيني الثالث في 13-19/12/ 1920م كمؤتمر شعبي حضرته نخبة من قيادات الشعب الفلسطيني، وأسفر عن تشكيل هيئة قيادية سُميت: “اللجنة التنفيذية لقيادة الحركة الوطنية”. وجرى التجديد لهذه اللجنة التنفيذية في كل مؤتمر فلسطيني تالي، حتى استشهد رئيسها موسى كاظم الحسيني في أوائل عام 1934م، حيث انفرط عقدها.

 

  • في إبريل 1936م اجتمع الوطنيون في نابلس وأسسوا لجنة قومية دعت لإضراب شامل ومفتوح ودعت لتأسيس لجان قومية في سائر مدن فلسطين، ثم تداعت الأحزاب والتقت مع اللجان القومية فيما يشبه مؤتمراً شعبياً للنخبة من القيادات الفلسطينية، تمخَّض عن تأسيس اللجنة العربية العليا، التي تولت قيادة الشعب الفلسطيني وأدارت الإضراب الشهير والثورة الكبرى، وأقرت بها سلطات الاحتلال البريطاني، حتى حلتها في عام 1938م. لكنها استأنفت عملها بعد الحرب العالمية الثانية وبعد تأسيس جامعة الدول العربية تحت اسم: “الهيئة العربية العليا” في عام 1946م. وحصلت على اعتراف بريطاني ودعتها الأمم المتحدة لحضور جلسات مناقشة القضية الفلسطينية ومشروع التقسيم في عام 1947م.

 

  • في 1/10/1948م عُقد المؤتمر الفلسطيني في غزة بدعوة من الهيئة العربية العليا، وكان بمثابة مؤتمر شعبي، أسفر عن تشكيل حكومة عموم فلسطين، واعتبر الحاضرون أنفسهم مجلساً وطنياً لهذه الحكومة. وهكذا تشكلت هيئة قيادية ثالثة وجديدة للشعب الفلسطيني.

 

  • بعد وفاة رئيس حكومة عموم فلسطين؛ أحمد حلمي باشا، في أواخر عام 1963م، جرى تكليف أحمد الشقيري ليمثل فلسطين في الجامعة العربية، ثم كُلِّف بالعمل على تشكيل كيان فلسطيني، فدعا إلى عقد مؤتمر فلسطيني في القدس، وشكَّل لجنة تحضيرية، وجهت دعوات لـ 420 شخصية فلسطينية اعتبارية، مثل: أعضاء الهيئات الإدارية للأحزاب، ورؤساء الاتحادات، ورؤساء البنوك، ورجال الأعمال، وشيوخ القبائل والعشائر، والمفكرين، وما شابه. وفي اجتماعهم في القدس في 28/5/1964م قرر هؤلاء تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وأقروا ميثاقاً قومياً لها، وأقروا نظامها الأساسي. وحيث أن نظامها الأساسي نص على وجود مجلس وطني ينتخب رئيس اللجنة التنفيذية، فقد اعتبر الحاضرون أنفسهم: هم المجلس الوطني الفلسطيني، واعتبروا اجتماعهم ذلك: الدورة الأولى لهذا المجلس، وانتخبوا الشقيري رئيساً للجنة التنفيذية للمنظمة. وهكذا تشكلت الهيئة القيادية الرابعة في تاريخ الشعب الفلسطيني منبثقة عن مؤتمر شعبي أيضاً.

خطة فتح للسيطرة على المنظمة:

        مع تشكيل اللجان التحضيرية للمؤتمر الفلسطيني الأول الذي انعقد في القدس في 28/5/1964، وضعت قيادة حركة فتح برنامجاً عنوانه (الحركة والكيان المقترح) لإحكام سيطرتها على الكيان الناشئ بعد أن أدركت أنه أصبح واقعاً لابد من التسليم به وملؤه بعناصر ثورية تؤمن بخط فتح وبالثورة المسلحة. وجاء البرنامج في نشرة سرية موجهة إلى النواظم والمستويات الخاصة وقادة المناطق وقادة الأجنحة، وكان ذلك البرنامج قابلاً للنقاش الداخلي خلال أسبوع من تبليغه للأعضاء وتضمن ست نقاط، أهمها:

 

  • السعي بكل طريق للسيطرة على المجلس الوطني بأغلبية عددية، كمدخل لإحكام السيطرة على الكيان من جميع النواحي. ومفاوضة أحمد الشقيري لضمان أغلبية لفتح في العمل الثوري في الكيان.

 

  • الوقوف دون انفراد الكيان الناشئ بالعمل الفلسطيني، بإيجاد اتحادات ونقابات مهنية وعقد اتفاقات ثنائية مع التجمعات الفلسطينية الأخرى.

 

  • تكثيف أنشطة فتح في المناطق المجاورة للأرض المحتلة متسترة بالكيان.

 

  • تعديل الميثاق القومي والنظام الأساسي للمنظمة بما يتلاءم مع مبادئ فتح، ولضمان استقلالية الكيان.

 

  • استمرار المحاولات لكسب إحدى الدول العربية المجاورة للأرض المحتلة لدعم فتح ومساندتها.
وحاولت فتح إقناع أحمد الشقيري بأن الكيان سيكون غير فعّال إذا لم يتمتع بدعم القاعدة الشعبية. وعرضت عليه التعاون السري. لكن جهودها باءت بالفشل؛ فقد كان الشقيري مرتبطاً بسياسة الدول العربية، ويبدو أنه اقتنع بفكرة الدول العربية القائلة بأن المعركة القادمة مع العدو هي معركة خاطفة تعتمد على الجيوش النظامية، وذلك بعد أن زار إحدى المطارات العسكرية العربية وشاهد طائرات الميغ والمدافع الحديثة؛ كما يبدو أنه لم يقتنع بما يمكن أن تقدمه له فتح.

 

 

أقر المؤتمر الفلسطيني الأول الميثاق القومي والنظام الأساسي الذي ينص على قيام جيش التحرير الفلسطيني المرتبط بالقيادة العربية الموحدة، واعترفت القمة العربية الثانية في أيلول 1964 بمنظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني.

 

 

وكان إنشاء جيش التحرير الفلسطيني بثلاث ألوية أو قوات: قوات القادسية في العراق، وقوات حطين في سورية، وقوات عين جالوت في مصر وقطاع غزة، وتم تكلف المقدم وجيه المدني بقيادة الجيش بعد ترقيته بقرار عربي لرتبة لواء. واحتفظت الدول العربية بوصايتها على منظمة التحرير من خلال القيادة العربية الموحدة التي أوجبت على الشقيري التنسيق معها عند أي فعل عسكري، الأمر الذي أدى إلى شلله التام.

 

 

خرج الشقيري من مؤتمر القمة العربي الرابع في الخرطوم في أيلول 1967، مؤمناً بأن الطريق بعد الهزيمة يجب أن يختلف عنه قبل الهزيمة، وما دامت منظمة التحرير أنشئت للتحرير –قبل الهزيمة- كجزء من خطة مؤتمرات القمة لتحرير فلسطين، فإنها يجب أن تتمسك بهدفها بعد هزيمة 1967، لا أن تصبح جزءاً من خطة مؤتمر الخرطوم لإزالة آثار العدوان، يقول الشقيري:”ولم أكن مؤمناً بهذا الطريق بعقلي وبخبرتي.. ورفضت قرار مجلس الأمن [رقم 242] وراح الحكم العربي يطالب بتنفيذه، ويعتبره مطلباً قومياً،ويخدع الجماهير العربية” ولذلك فكر الشقيري في إعادة بناء الكيان الفلسطيني في إطارين: إطار علني وهو المنظمة، والآخر سري يتولى الثورة وأعمال مقاومة الاحتلال. وبدأ اتصالاته مع عدد من الفلسطينيين بهذا الشأن وسعى لإقامة مجلس ثورة يعبئ الشعب الفلسطيني والعربي لمعركة التحرير.

 

وكان الشقيري قد أرسل 18 ضابطاً من جيش التحرير من أبناء الضفة والقطاع، إلى الأرض المحتلة لبدء إنشاء خلايا مدربة على السلاح وحرب العصابات. وفي 21/11/1967 أعلن الشقيري أن منظمة التحرير تدعم العمل الفدائي تسليحاً وتمويلاً وتخطيطاً وتدريباً، وأنها تؤمن بضرورة تصعيد العمل الفدائي وفق خطة مدروسة وصولاً إلى حرب التحرير الشعبية. وانطلاقاً من أهمية وحدة الكفاح المسلح، أعلن أن المنظمة ستدعو إلى اجتماع لجميع المنظمات الفلسطينية لوضع خطة شاملة تتجمع من خلالها كل الطاقات النضالية تحت قيادة واحدة، كما قامت قيادة جيش التحرير الفلسطيني في أواخر 1967 بإنشاء “قوات التحرير الشعبية” كقوة فدائية ساهمت في المقاومة وفي توحيد قوة المقاومة وتصعيد عملياتها. وأعلنت منظمة التحرير في 7/12/1967 عن تشكيل “مجلس قيادة الثورة لتحرير فلسطين” للعمل على وحدة الكفاح المسلح تحت قيادة واحدة، وذلك في أعقاب مؤتمر عسكري عقد في الأرض المحتلة وضم قادة الفدائيين والمناضلين في كافة أنحاء البلاد. وقد نفت حركة فتح علمها بهذا المؤتمر العسكري وما تمخض عنه.

 

ومع كثرة الانتقادات العربية والفلسطينية الموجهة للشقيري، عرضت جهات مصرية استعدادها لتبني مجيء فتح لقيادة المنظمة. وفي لقاء قادة فتح مع الرئيس عبد الناصر، نصحهم بالتعاون مع المنظمات الفلسطينية المسلحة ودعم الصغيرة منها. وانطلاقاً من هذه النظرة يمكن فهم سلوك فتح الذي اتبعته مع منظمة التحرير الفلسطينية منذ أواخر عام 1967 وحتى تشكيلها للعمود الفقري في المجلس الوطني الفلسطيني الرابع.
 

 

باستقالة الشقيري، تولى يحيى حمودة رئاسة المنظمة بالوكالة، وقرر أن يسعى لضم الفصائل الفلسطينية إلى المنظمة، وأجرى مفاوضات مع حركة فتح لهذا الغرض، تبنت فتح فكرة “العمود الفقري” لتكون بمثابة القوة القائدة، فلا تؤخذ القرارات بأغلبية الأصوات، وإنما حسب حجم وفاعلية الفصيل الذي يطرح رأيه، ومن ثم سيكون لفتح القرار النافذ فيما تراه باعتبارها هي العمود الفقري لمنظمة التحرير.

 

 

لقد أوصلت دورة المجلس الوطني الفلسطيني الخامسة بالقاهرة 1- 4/2/1969 قيادة فتح إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واختير الناطق الرسمي باسم فتح، ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية، ومنذ ذلك الحين شرعت فتح بالتغلغل في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
محاضرة نشأة منظمة التحرير الفلسطينية-2
محاضرة نشأة منظمة التحرير الفلسطينية-2 مركز الشرق للأبحاث والثقافة – عصام عدوان
في بداية نشأة منظمة التحرير كان هناك ستة دوائر والتي أوكلت المنظمة إلى اللجنة التنفيذية بتشكيلها وكانت الدوائر كالتالي :

 

1- الدائرة العسكرية.

 

2- دائرة البحوث والمؤسسات الخاصة.

 

3-دائرة الصندوق القومي الفلسطيني.

 

4-دائرة الشؤون الإدارية.

 

5-أي دائرة ترى اللجنة التنفيذية ضرورة إنشاؤها.

 

وبعد ذلك تم بلورة دوائر المنظمة لتكون كالتالي :

 

1- الدائرة السياسية .

 

2-الدائرة العسكرية.

 

3- دائرة الصندوق.

 

4-دائرة شؤون الوطن المحتل.

 

5-دائرة التربية والتعليم العالي.

 

6-دائرة العلاقات القومية.

 

7-دائرة الإعلام والثقافة.

 

8-دائرة التنظيم الشعبي.

 

9-دائرة الشؤون الإجتماعية.

 

10-دائرة الشؤون الإدارية.

 

11-دائرة شؤون اللاجئين.

 

12-دائرة المفاوضات.

 

 فصائل منظمة التحرير الفلسطينية

 

تتكون منظمة التحرير الفلسطينية من عدة فصائل وهي :

 

الفصائل الرئيسية:

 

1- حركة التحرير الوطني الفلسطيني ” فتح“.

 

2-الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

 

3-الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين.

 

4 حزب الشعب الفلسطيني.

 

فصائل أخرى:

 

5- جبهة النضال الشعبي.

 

6-جبهة التحرير الفلسطينية.

 

7-الجبهة العربية الفلسطينية.

 

8- منظمة الصاعقة.

 

9-الحزب الشيوعي الفلسطيني- الثوري.

 

10-جبهة التحرير العربية.

 

11-حركة الجهاد الاسلامي – كتائب الأقصى ( تنظيم صغير غير حركة الجهاد المعروفة حالياً).

 

12- حزب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني – فدا.

 

وتجدر الإشارة أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي ليستا فصائل في منظمة التحرير الفلسطينية وأن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة سحبت عضويتها.

 

الإطار السياسي لمنظمة التحرير

 

المجلس الوطني الفلسطيني :

 

ينعد كل عام ويتجدد كل 3 سنوات.هذا وتطور عدد الأعضاء من 397 في الدورة الأولى , إلى 783 عضواً تقريباً , منهم 650 عضواً يشغلون مناصب مدنية وعسكرية في السلطة الفلسطينية مما يجعله لا يقوم بدور المحاسبة و المسائلة.

 

وكان أبرز رؤساء المجلس الوطني بالترتيب : أحمد الشقيري , عبد المحسن قطان , يحي حمودة , خالد الفاهوم , عبد الحميد السائح , سليم الزعنون .

 

المجلس المركزي الفلسطيني:

 

أنشئ في الدورة الحادية عشر للمجلس الوطني عام 1973م , وذلك لمساعدة اللجنة التنفيذية في تنفيذ قرارات المجلس الوطني وحلقة وصل بين المجلس الوطني واللجنة التنفيذية.

 

اللجنة التنفيذية :

 

وحسب القانون الأساسي تتبع لها الدوائر التالية :

 

1- الدائرة السياسية .
2-الدائرة الإقتصادية.
3- دائرة الشؤون الإجتماعية.
4- دائرة الإعلام.
5-دائرة التربية والتعليم.
6- دائرة المنظمات الشعبية .

 

وأعضاء اللجنة التنفيذية عددهم 15 عضواً وتقرر زيادتهم إلى 18 عضواً بدءاً من الدورة الواحدة والعشرين للمجلس الوطني.

المصدر: د. عصام عدوان، حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ١٩٥٨-١٩٦٨، ص ٢٢٦-٢٣٦