كورونا غزة .. الوصول في الوقت الحرج

كورونا غزة

كورونا غزة .. الوصول في الوقت الحرج

بقلم / محمد علي عدوان

 

الحصار والوضع الاقتصادي ..نذير الانفجار:

يعيش قطاع غزة هذه الأيام معركة من أجل البقاء والعيش بكرامة وإبعاد شبح الحصار الذي أطبق على كافة مناحي الحياة و على مدار أكثر من 13 عاماً, ولا يخفى على أحد الواقع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يحياه القطاع جراء الحصار ونسب البطالة العالية بين فئات المجتمع والتي تجاوزت في بعض التقديرات 65% وهي من أعلى النسب على مستوى العالم وأن مايقارب من 70% من السكان هم تحت خط الفقر , هذا ناهيك عن مشكلة انقطاع الكهرباء وتلوث مياه الشرب وإغلاق المعابر والحصار البحري والبري المفروض على القطاع ,هذا كله شكل ضغطا على صانعي القرار في القطاع وإعطاء الضوء الأخضر وتوجيه البوصلة إلى عودة المسيرات والفعاليات السلمية على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع وذلك رفضا للواقع المأساوي القائم .

 

الشباب الثائر ..ورسائل الضغط

فما كان للشباب الثاثر إلا أن هبوا وانتفضوا على حدود القطاع في ملحمة سلمية بطولية يتصدون فيها بما توفر لديهم من وسائل احتجاج سلمية من بلالين وأدوات بدائية , يسعون من خلالها لتوصيل رسائل مدعومة من الشعب وفصائله للإحتلال وللمجتمع الدولي أجمع مفادوها أن صبر غزة آخذ بالنفاد ..

 

التفاوض تحت النار:

وبينما الحالة بين غزة والمحتل الاسرائيلي هي ما بين كر وفر واستخدام وتلويح كل طرف بمكامن القوة لدية , وإصرار كل منهما على الإحتفاظ بقوة الردع وعدم تغيير قواعد الاشتباك , نجد أن إصرار غزة في هذا الوقت يبدو أنه أكبر من توقعات المرات الفائتة حيث أن هناك التفاف جماهيري كبير من الشعب والفصائل على المضي قدماً وحتى النهاية في كسر الحصار الذي لم يبقى للحياة الآدمية أثر ملموس في القطاع .وهذا ما لمسته الوفود القادمة و الوسطاء حيث لم تنقطع الاتصالات ما بين الوفد المصري والسفير القطري وحتى الأمم المتحدة وجميعها لم يفلح حتى اللحظة بإعادة الهدوء والأمور إلى تفاهمات التهدئة السابقة .

 

تابع في كورونا غزة .. الوصول في الوقت الحرج

كورونا …وخلط الأوراق

وفي غضون حالة الاشتباك الحالية وفي ظل تعنت الاحتلال الاسرائيلي واصراره على فرض المزيد من الاجراءات العقابية بحق غزة واغلاق المعابر وفرض قيود على حركة دخول البضائع والمحروقات وكذلك الأفراد واغلاق البحر بشكل كامل, أصبحت الظروف مهيئة أكثر من أي وقت مضى للمواجهة العسكرية وجولة تصعيد جديدة , ولكن المفاجأة التي كانت غير متوقعة في هذا الوقت الحرج هي باكورة إعلان الصحة في غزة الاثنين 24/8 عن أولى الحالات المرضية المصابة بفايروس كورونا من داخل المجتمع , ما دفع الحكومة في غزة لإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجوال وتقسيم القطاع إلى أربع أقسام .

 

السيناريوهات القادمة:

تنقسم آراء جمهور المحللين في هذا المجال إلى قسمين, أولا أن غزة مع هذا الجرح الجديد النازف داخل القطاع ستصبح أكثر انكفاءً وانشغالا بنفسها ومع ازياد الحالات وفقد السيطرة سيصبح همها وشغلها الشاغل هو دخول المستلزمات الطبية وأجهزة التنفس الاصطناعي والأدوية والمواد الاساسية للسكان وبالتالي فيمكن لغزة أن تتنازل عن جزء كبير من شروطها لإيقاف الأنشطة والفعاليات على الحدود, والرأي الثاني أن غزة ومع ازدياد جرحها الداخلي فإن الأمور ستصبح تصب في خانة تحميل الاحتلال تبعية الظروف الراهنة وما آلت اليه الأمور في القطاع المحاصر .

تابع في كورونا غزة .. الوصول في الوقت الحرج

وبالتالي ستسعى للمواجهة مع الاحتلال وستصر أكثر على مطالبها, بل وستربط عودة الأمور إلى التهدئة بفك الحصار نهائيا عن القطاع ودخول كافة المساعدات ومن كل الجهات, وهذا ما تحدثت به الصحافة الاسرائيلية مؤخرا والتخوفات داخل الحلبة السياسية في الكيان أن الظروف الحالية في القطاع في ظل انتشار كورونا واستمرار البلالين والاحتجاجات على الحدود وتمسك الفصائل بمطالبها ستصبح مهيئة وقريبة جدا من مواجهة عسكرية قادمة لا تريدها اسرائيل في هذا الوقت خاصة مع المكاسب السياسية الكبيرة التي حققتها مؤخرا جراء مهرجانات التطبيع العربية المتوقع أن تتوالى مع اسرائيل ,فهل ستسلم إسرائيل بمطالب الفصائل في غزة أم أن المواجهة العسكرية أصبحت مسألة وقت لا أكثر .؟؟