نعم الموز مُشِع، فهل نحذر أكله؟

نعم الموز مُشِع، فهل نحذر أكله؟

نعم الموز مُشِع، فهل نحذر أكله؟

كتب // نرمين خالد

يُعَد الموز من الفواكه الاستوائية المشهورة والمتوفرة في معظم المناطق ذات الرطوبة العالية وعلى مدار العام، حيث يشتهر بسعره الزهيد ويشتهر بتفضيل الصغار والكبار لتناوله أيضًا. ولكن هل من الممكن أن تكون هذه الفاكهة  مشعّة وتعرضنا للخطر؟ دعنا نتطّلِع على المزيد من التفاصيل.

هذا صحيح، الموز مشعّ “radioactive”

تحتوي ثمار الموز بشكل طبيعي على نظير البوتاسيوم-40 المشع، ولكن بكميات صغيرة جدًا. لنكن على دراية بالموضع أكثر ينبغي أولًا معرفة ماهية الإشعاع.

ما هو الإشعاع؟

الإشعاع هو طاقة في حالة حركة تنتقل عبر موجات أو أشعة غير مرئية. وللإشعاع مصدران، مصدر طبيعي: كالأشعة الكونية القادمة من الفضاء الخارجي والشمس أو القادمة من باطن الأرض من بعض العناصر المشعة كالرادون واليورانيوم؛ وآخر صناعي: مثل المفاعلات النووية وأجهزة الأشعة السينية. هناك أنواع عدة للإشعاع تختلف بإختلاف تردد موجته، ولكن سواء كان ذي تردد عالٍ أو تردد منخفض فالنوعان ضارّان عند التعرض لهما بكميات كبيرة.

حسنًا ما مقدار الإشعاع في الموز؟

يحتوي الموز على البوتاسيوم-40 وهو من النظائر المشعة كما قد ذكرنا، يعتبر هذا النوع من الإشعاع ضئيل جداً لكي يؤدي إلى خطر محدق بصحة البشر؛ إذ تحتوي الموزة الواحدة على 0.1 ميكروسيفرت (والسيفَرْت أو الزيفرت “Sv” هي وحدة لقياس جرعة الإشعاع  وهي تعطينا نظرة عن مدى تأثير الأشعة على الكائنات الحية، حيث لا يعتمد هذا التأثير فقط على مقدار الإشعاع الممتصة في الجسم، بل يعتمد أيضا على نوعية الإشعاع، مثل أشعة جاما والأشعة السينية وأشعة ألفا وأشعة البروتونات والنيوترونات)  وتلك الجرعة ضئيلة جدا.

ولتقريب الفكرة أكثر سنسأل السؤال التالي: ماهي كمية الموز التي عند أكلها ستؤدي إلى الوفاة بسبب الإشعاع؟ بحسب الورقة والقلم فنحن علينا أن نأكل عشرة ملايين (10.000.000) موزة دفعة واحدة لنصل إلى حالة الوفاة!

ويمكننا القول أنك تحتاج إلى أكل 274 موزة يومياً لمدة سبع سنوات ليصل الإشعاع إلى مرحلة قادرة إلى التأثير على صحة الإنسان. وهذا شئ مستحيل.

إذًا، هل يجب علينا التوقف عن أكل الموز؟

بالطبع لا. هناك إعتقاد سائد بين الناس بشأن الإشعاعات، وهو أنه مهما كان المقدار الذي تتعرض له منها ولو كان صغيرًا فهو خطير وقاتل! وهذا خطأ شائع بالتأكيد. إذ أن الحقيقة التي يجهلها الكثيرون هي أننا دائمو التعرض للإشعاعات وبشكل يومي.

ببساطة لأن مقدار الإشعاع الصادر عن موزة واحدة ضئيل جدا حتى أنه أقل بكثير من مقدار الإشعاع الذي تتعرض له بمجرد تواجدك على  كوكب الأرض.

نعم الموز مُشِع، فهل نحذر أكله؟

ولتقريب المعنى أكثر وأكثر، إليك بعض أمثلة الإشعاع التى نتعرض لها من خلال أنشطتنا اليومية بعيدًا عن أكل الموز:

– يوم واحد على الأرض:

 نتعرض يوميًا لـ 10 مايكروسيفرت على كوكبنا، قادمة من الفضاء ومن باطن الأرض – هذه النسبة قابلة للتغيير بتغيّر المكان – أي ما يعادل أكل 100 موزة دفعة واحدة!

– تدخين علبة سجائر يوميًا لمدة عام:

يعادل ذلك تناول 240,000 موزة! و أكثر من كل هذا الموز مجتمعًا – وفي حال أردت سببًا آخر لترك التدخين، ستكون ابتسامتك وأنت مدخّن أقل جاذبية –

– صورة أشعة مقطعية:

  حوالي 10,000 مايكروسيفرت، أي تناول 100,000 موزة.

– التصوير بالأشعة في عيادة الأسنان:

تعادل 50 موزة – ومن المستبعد بالطبع أن يوافق طبيب أسنانك على تناولك لهذا القدر من الموز أيضًا – الكمية تعادل 5 مايكروسيفرت.

– معدل ما تعرّض إليه المقيمون حول تشيرنوبل قبل إخلائهم عام 1986:

 حوالي 350,000 مايكروسيفرت، أي 3.5 مليون موزة!!

– وأخيرًا الجرعة التي قد تقتلك خلال أسبوعين إذا ما تعرضت لها: حوالي 100 مليون موزة، يساوي هذا حوالي 10 مليون مايكروسيفرت.

وفي النهاية أود أنهي حديثي بمقولة مشهورة للطبيب و الكيميائي السويسري براكِلْسوس “Paracelsus” حيث يقول: كل شيء سُم ولا شيء خالٍ من السُم، فقط الجرعة هي التي تجعل بعض الأشياء ليست سمًا.

لذا لا تدع عنوان هذا المقال يفزعك، ولتستمتع بمخفوق الحليب والموز خاصتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *